السؤال
السلام عليكم
حصل معي منذ فترة شيء غريب، أثناء النوم قمت من السرير مفزوعة وأجري في البيت، سألني زوجي ما بك، ماذا تفعلين؟ ورجعت إلى سريري دون أن أتكلم، ونمت إلى الصباح.
المسالة أثارت لي خوفا شديدا وقلقا، ولا أدري ماذا أصابني؟ هل نوبة هلع، هل هذا شيء خطير، هل أنا مهددة بأذية نفسي أو رضيعي أثناء النوم؟
أنا خائفة جدا وتأتيني أفكار بشعة، الحالة أتتني أول مرة منذ أربع سنوات، وأمس كانت المرة الثانية، علما أنني عانيت من نوبات الهلع من قبل (منذ 8 سنوات) وشفيت -ولله الحمد- ولكن لم تكن تأتيني أثناء النوم أبدا.
شكرا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
هذا نوع من الهلع أو الهرع النومي، وهي حالة معروفة، تحدث لدى بعض الأشخاص، ولا يوجد لها تفسير دقيق وكامل، لكن يعرف أنها تأتي لبعض الأشخاص الذين يعانون من القلق ومن التوتر ومن الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، والحالة ليست خطيرة أبدا، وإن شاء الله تعالى لن تتكرر.
كل المطلوب منك هو أن تمارسي رياضة المشي، أن تتجنبي النوم النهاري، أن تحرصي على أذكار النوم، ألا تتناولي الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، وأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي مفيدة جدا، الشهيق، الزفير، يجب أن تتدربي عليها بصورة علمية وصحيحة، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، فيمكنك أن تستعيني بأحد هذه البرامج، وإن كنت تعرفين أخصائية نفسية أيضا يمكن أن تدربك عليها، وإسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة مما بها من إرشاد وتوجيهات حول تمارين الاسترخاء.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: أنا أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لنوبات الهلع والهرع والخوف لفترة قصيرة.
هنالك عقار يسمى (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (زولفت) وربما يوجد في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، والدواء سليم حتى في أثناء الرضاعة، لا توجد أي إشكالات معه، لأنه ضعيف الإفراز جدا في حليب الأم، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، الحبة تحتوي على خمسين مليجراما، ابدئي في تناول نصفها -أي خمسة وعشرين مليجراما- يوميا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إذا خلاصة الأمر: الحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وحاولي أن تتجنبي الإجهاد النفسي والجسدي، وأن تكوني إيجابية التفكير، وأن تحرصي على أذكار النوم، طبقي التمارين الاسترخائية، وتناولي الدواء الذي وصفناه لك، -وإن شاء الله تعالى- هذا يؤدي إلى عدم تكرار هذه الحالة مرة أخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.