السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم الجبارة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
منذ 20 يوما تقريبا كنت أعاني من ضغظ في القفص الصدري والقلب وأحس دائما باختناق وصعوبة في التنفس وكنت متخوفة أن يكون الأمر متعلقا بأمراض القلب، وزرت طبيب العائلة، وأكد لي أنني أعاني من الخوف والهلع والاكتئاب فأنا دائمة التفكير في المستقبل، وأفكاري سوداء، ونومي مضطرب، وأصبحت أكره الأصوات العالية، وصوت التلفاز، وكثرة الكلام.
الحمد لله وصف لي الطبيب دواء kalmaner وmarimag وتحسنت كثيرا بفضل الله تعالى.
لكن بعد 20 يوما من العلاج أصبحت أحس بحكة في جسدي بالكامل تقريبا غير مصحوبة بطفح جلدي، أو انتفاخ حكة فقط، ولا تستمر طوال النهار، ولا تعوق حياتي اليومية.
مع العلم أنني لا أعاني من أي مرض عضوي وأشرب الماء جيدا، ومؤخرا كشف الطبيب على الكبد والكلى وكل شيء طبيعي -الحمد لله-.
فهل من الممكن أن دواء kalmaner هو الذي سبب لي الحكة؟
فأنا متخوفة أن يكون بسبب مرض خبيت لا قدر الله.
للعلم تحاليل الدم أقوم بها سنويا والحمد لله، فأرجو إجابتي؛ فالخوف سيقتلني، جزاكم الله عنا خير الجزاء، فأجوبتكم دائما تثلج صدورنا.
للعلم: منذ صغري وأنا أعاني مرتين في الشهر تقريبا من حكة وانتفاخ في كف اليد والرجل عند كثرة المشي أو الوقوف ساعات كثيرة، وعند ارتفاع درجة الحرارة، وتذهب كلما استعملت ثلجا. وجميع الفحوصات جيدة.
أخبرني الطبيب أنه من المرجح أن يكون ذلك بسبب الدورة الدموية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في اسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
ظهور الأعراض الجسدية – من شعور بالضغط في القفص الصدري، وصعوبة التنفس، والشعور بالاختناق، مع وجود المخاوف، والقلق، وشيء من الوسوسة – دليل تام على أن الحالة نفسية مائة بالمائة، وحتى الحكة التي ظهرت عندك ربما يكون العامل النفسي قد ساهم في ظهور هذه الحكة.
في بعض الأحيان تكون هنالك أسباب عضوية بسيطة، مثلا حساسية لأي نوع من الأطعمة، أو الملابس، أو حتى دواء (kalmaner) مع أنه دواء نباتي – أو هكذا يقولون، أنه محضر من عدة مشتقات نباتية – لكن لا نستبعد أن أي دواء يمكن أن يسبب حساسية في أي وقت من أوقات تناول الدواء، وإن كان الشيء المعروف والشائع أن الحساسية تظهر في بداية العلاج.
إذا العامل النفسي لا يمكن تجاهله، وأنت ذكرت أنه لا يوجد طفح جلدي ولا يوجد انتفاخ، وهذا يجعلنا نعتقد أن الجانب النفسي قد يكون ساهم في هذه الحكة، لكن مراجعة الدواء أيضا مهمة، ونوعية الأطعمة، إن كنت قد أدخلت أي نوع من الطعام عليك، أو ملابس جديدة، أو أي شيء من هذا القبيل.
أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تتجاهلي هذه المخاوف والتوترات، والشعور بالضيق في القفص الصدري ناتج من التوتر النفسي، لا علاقة له أبدا بأمراض القلب، لا من قريب ولا من بعيد.
وقطعا ممارسة رياضة المشي، وتطبيق تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها – يساعد كثيرا في الاسترخاء العضلي والاسترخاء النفسي، مما يقلص تماما هذه الأعراض النفسوجسدية، فاحرصي على هذه التطبيقات، ويمكن أن تتدربي على تمارين الاسترخاء من خلال الاطلاع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، أو الاطلاع على استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) ستكون مفيدة جدا بالنسبة لك.
أنا أعتقد أنك تحتاجين لدواء مضاد للمخاوف والقلق والتوترات، بشرط أن يكون الدواء دواء سليما ودواء غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وأنا حصل أن وصفت لك عقار (سيرترالين)، وذلك في الاستشارة رقمها (2462429) والتي أجبت عليها بتاريخ 23/12/2020، وصفت لك السيرترالين في ذاك الوقت، ولا أعرف إن كنت قد تناولته أم لا.
عموما: الآن أريدك أن تتناولي هذا الدواء، لأنه بالفعل فاعل جدا ومفيد جدا وسليم جدا، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا – أي خمسين مليجراما – لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
يتميز السيرترالين – كما ذكرت لك – بسلامته، وأنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية، كما أن الجرعة التي وصفناها لك هي حبة واحدة فقط، ولمدة قصيرة، علما بأن الجرعة الكلية هي أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.
الأمر بسيط جدا، وإن شاء الله تعالى هذه الحكة سوف تختفي. طبقي ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك العافية والشفاء.