السؤال
أالسلام عليكم.
نا متزوج منذ 10 أشهر وحتى الآن لم يشأ الله -عز وجل- بعد بالحمل لزوجتي والحمد لله، ولكن كما تعرفون أن النساء دائمات التفكير والوسوسة! قالت لي حماتي أم زوجتي أن زوجتي مكبوسة! وهذا اعتقاد سائد في القرى والأرياف، حيث يسري اعتقاد بأن المترزوجة إذا دخلت عليها إحدى النساء في ظروف معينة فهي تكبسها، وإذا دخل عليها زوجها في ظرف معين فيقوم بكبسها ولن تحمل حتى يتم فك الكبسة! وأنا شخص مؤمن بالله وأعلم تماما أن الأمر كله بيد الله وكل سيأتي في وقته بمشئية الله تعالى.
والآن مطلوب مني أن أذهب إلى سيدة يعرفنها تقوم بفك الكبسة ويكثرن الشكر والمديح فيها وأنها تعالج بالقرآن وبدون مقابل، وأن هناك بعض الزوجات تأخر حملهن كثيرا حتى ذهبن إلى هذه السيدة فقامت بما يسمونه فك الكبسة وحدث الحمل بالفعل.
وأنا لا أعترف بكل هذا وأرى أن هذا من قبيل السحر والدجل ولكن زوجتي وحماتي يحاولون إقناعي بضرورة الذهاب إلى هذه السيدة برفقة زوجتي حتى تقوم بفك كبستها -كما يقولون- ليتم الحمل، فماذا أفعل؟
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيها الأخ الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، وإنما شفاء العي السؤال.
أرجو أن أفيدك بأنني تأخرت في مسألة الإنجاب لمدة ثلاث سنوات، ثم رزقني الرزاق ووهبني الوهاب بسبعة أبناء، وعليه أرجو أن تعلم أن لكل أجل كتاب، والأشهر المذكورة قليلة، ولكن الناس لا يتركون الإنسان، وأرجو أن تكثر من اللجوء إلى الله، وعليك بكثرة الاستغفار، فإن الله يقول في حق المستغفرين: {ويمددكم بأموال وبنين}.
ولا مانع من مراجعة طبيبة نسائية متخصصة، وهذا لون من بذل الأسباب.
وعلينا جميعا أن نعلم جميعا أنه لا يسوق الخير إلا الله، فلا المرأة ولا الرجل ولا سائر البشر يملكون لأنفسهم فضلا عمن غيرهم نفعا ولا ضرا، ولا يملك إنسان أن يمنع فضل الله ورحمة الله، كما قال العظيم: {فلا ممسك لها}.
ونحن نوصيك وزوجتك بكثرة الدعاء، واطلب من والدتك الدعاء، وحافظوا على أذكار الصباح والمساء، وتعوذوا بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
ولا يملك إنسان الاعتراض على مسألة الرقية الشرعية إذا كانت وفق الضوابط الشرعية، والرقية دعاء، ولكن مفهوم الكبسة ومثلها من المفاهيم التي تدل على التشاؤم والتطير، ونشير إلى أن من الناس من لا يمكن أن يضر أو ينفع، ونحن نقول: لو أن أهل الأرض أجمعوا وكادوا لأجل أن يضرونا فلن يضرونا إلا بشيء كتبه الله، والمؤمن يردد: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.
وعليه أرجو أن تطلب من والدتك وحماتك الدعاء لك ولزوجتك، وافعل الأسباب المشروعة، كمراجعة الأطباء والدعاء وتحري أيام التبويض والاستفادة من توجيهات الطبيبة المختصة، وقم بقراءة الرقية الشرعية على نفسك وعلى زوجتك، ولا مانع من أن تقوم أنت أو الوالدة بالقراءة عليها، ويمكنها أن تقرأ عليك، وهذه الصور تعتبر من أقوى أنواع الرقية الشرعية لتوفر الإخلاص والصدق فيها، فالإنسان يخلص في دعائه لنفسه، والأم تخلص في دعائها لبنتها أو ولدها، ونؤكد أن العين حق، ولكنها لا تصيب إلا بتقدير الله، وفي الرقية الشرعية علاج نافع بحول الله وقوته.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.