السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة في ال19من عمري، منذ 7 أشهر تقريبا عانيت من نوبة هلع وتشنجات لم نكن ندرك ما هي؟! ذهبنا إلى الطوارئ وقمت بعمل العديد من الفحوصات، (رنين مغناطيسي، انيميا، السكر، ضغط الدم، ومستويات الصوديوم والماغنسيوم) كلها كانت سليمة، والحمد لله، ثم عادت إلي نفس الحالة بعدها بأسابيع، وكانت تتكرر، وتصبح أسوأ ويزداد الخوف.
كما أن وسواس الموت أصبح يشغل تفكيري، وكنت أعاني من إرهاق شديد، وضعف عام في الجسم، ونزل وزني كثيرا، من 46 إلى 40 كيلو، عندما ذهبنا للطبيب مرة أخرى قال لي: اعمل فحص فيتامين د والكالسيوم، وكان مستوى فيتامين د عندي منخفضا جدا (14) وكذلك الكالسيوم (4.6)، وكان عندي زيادة في هرمون جارات الغدة الدرقية، ثم بدأت بأخذ العلاج، لكني لم أكن أشعر بتحسن، وقد زادت نوبات الهلع عندي كثيرا، وأصبح يرافقها شعور شديد بوخز في جسمي، وحالات إسهال متكررة، وغازات.
بعد شهر من أخذ العلاج ذهبت لعمل فحص مرة أخرى، ووجدت أن الكالسيوم قد زاد (6.9) ولكن فيتامين (د) نقص أكثر(6.0)، قال لي الطبيب: إني أعاني من سوء امتصاص، وأنه ربما لدي حساسية للغلوتين، قال لي: امتنع عنه لمدة شهر، واستمر على الأدوية.
بعد شهر عملت الفحص مجددا، وكانت النتائج سليمة، وقال لي: توقف عن أخذ الحبوب، بعدها سافرت لإكمال دراستي، ثم بدأت أشعر بالتعب مجددا، وأصبحت أعاني من نوبات الهلع بشكل متكرر في اليوم، وزادت عندي الوساوس والأفكار الغريبة، وسرحان وتشوش في الرأس وتعب وإرهاق وتوتر وقلق، وخلل في ضربات القلب تارة سريعة وتارة بطيئة جدا، ودوخة شديدة.
بماذا تنصحوني؟! وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.
طبعا من الضروري جدا أن تكون الصحة الجسدية عند الإنسان مكتملة، وتعويض فيتامين (د) بالفعل أمر مهم جدا لكمال الصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية.
بالنسبة لموضوع الكالسيوم ومستواه في الدم، وإن كان بالفعل هنالك علاقة بين اضطراب مستوى الكالسيوم وزيادة في هرمون الغدة درقية، فهذا أمر يحتاج منك لمتابعة طبية.
ليس هنالك أي خطورة حول هذا الأمر، لكن بالفعل يجب أن تكون هنالك متابعة.
أعراضك النفسية غالبا ليس لها علاقة أبدا بوضع حالتك الجسدية، فالحالة من الواضح أنها نوبات هلع وهرع وقلق نفسي، والقلق النفسي قطعا هو الطاقة التي تحرك الوسوسة والخوف والفزع، فمن المهم جدا أن تستفيدي من هذا القلق وتحوليه من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، ويتم ذلك من خلال أن تحسني إدارة وقتك، أن توظفي الوقت بصورة صحيحة، أن تكون هنالك أولويات يجب فعلها أولا، أن تكون لك برامج يومية تديري من خلالها وقتك.
نقطة البداية دائما تكون من خلال النوم الليلي المبكر، وتجنب السهر، حيث إن الإنسان يمكن أن يستيقظ مبكرا ويؤدي صلاة الفجر وهو في نشاط كامل، وبعد الاستعدادات الصباحية المعروفة يمكن أن تمارسي تمارين رياضية، تمارين الإحماء لمدة خمس إلى عشر دقائق، وبعد ذلك يمكن أن تدرسي مثلا لمدة ساعة قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي، وتكون هذه هي البداية الجيدة والإيجابية، والتي فعلا ستوظف القلق والتوتر لتجعله قلقا إيجابيا منتجا ونافعا ومفيدا.
يجب أن تتجاهلي موضوع الخوف، ولا تكون هنالك أي وسوسة حياله، دائما أعطي نفسك إشارات وأفكارا إيجابية، تجنبي الفكر السلبي، ممارسة رياضة مفيدة جدا لك، وكذلك تمارين الاسترخاء، وتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وإن قابلت أخصائية نفسية لتدربك على هذه التمارين فهذا أيضا أمر جيد.
يجب أن تهتمي بالتغذية، هذا مهم جدا، وأنا أرى أنه لا بأس أبدا أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة والسليمة لعلاج نوبات الخوف والقلق والوسوسة، وعقار (اسيتالوبرام) هو الدواء المثالي، لأنه دواء فعال جدا وسليم جدا، ولا يسبب الإدمان، وليس له أي ضرر على الهرمونات النسائية، أضف إلى ذلك أن الجرعة المطلوبة في حالتك هي الجرعة الصغيرة، حيث يمكنك أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام، من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولي هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا – أي عشرة مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرا على الثقة في إسلام ويب.