خطيب يكذب على خطيبته .. هل تستمر معه أم تفسخ؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

طالبة لدى زوجتي سألتها عن خطيب لها تقدم لخطبتها، وسألته عن التدخين، فأنكر أنه يدخن واكتشفت قدرا أثناء خروجه معها وأختها أنه يوجد في سيارته سجائر، وقالت له لمن هذه؟ فأجابها أنه يدخن على أوقات متباعدة.

والسؤال: هل تقوم بفسخ الخطوبة؟ لأنه ربما يكذب عليها في أمور أخرى أم ترتبط به؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عطية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أخي الكريم في استشارات إسلام ويب.

مما لا شك فيه – أيها الحبيب – أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد المرأة وأوليائها إلى اختيار الزوج الصالح، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، والحياة الزوجية تحتاج إلى هاتين العمادتين في شخصية الزوج: الدين الذي يمنع الزوج من ظلم المرأة، والخلق الذي يدعوه إلى معاشرتها بالمعروف والإحسان، والمعاملة الجميلة التي تطيب بها الحياة.

ولا شك – أيها الحبيب – أن الدين كلما كان أكمل في الشخص كانت الحياة الزوجية معه أسعد، والدين بمعناه الشامل: الذي يبعث الإنسان على أداء حقوق الله تعالى وحقوق الناس، ومنهم الزوجة.

ووجود بعض المعاصي في الإنسان لا يعني أبدا أنه سيء الديانة، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والمعاصي أيضا متفاوتة في قدرها وإثمها، وأثرها على الإنسان، ولهذا فنصيحتنا لهذه البنت التي تسأل هل تفسخ خطوبتها من خاطبها أو تبقى معه رغم أنه يدخن وكذا عليها أنه لا يدخن، نحن ننصحها بالموازنة بين الأحوال المختلفة، فإذا كانت تجد شخصا أفضل من هذا الإنسان وكانت الفرص لديها كثيرة متوفرة فإن الارتباط بالشخص الأصلح والأبعد عن ممارسة الأشياء المضرة كالتدخين خير وأنفع.

أما إذا كانت الفرص تقل أمام هذه الفتاة، أو كانت متعلقة القلب به فإن مجرد هذا الذنب الذي وقع فيه لا يستوجب فسخ الخطوبة ورفض الزواج منه، وربما استطاعت هذه الفتاة أن تغير هذا الشخص وتدعوه إلى ترك ما هو فيه من مخالفات، فتكون بذلك أحسنت إليه وحفظت مصالح نفسها.

فنجدد – أيها الحبيب – الدعوة إلى النظر إلى الأمور بموضوعية ووزن الأمور بالنظر إلى المصالح والمفاسد المترتبة على التصرف، وننصح بمشاورة العقلاء والطيبين من الأهل والقرابات، فإنهم يدركون الواقع الذي تعيشه الفتاة، ويكون لرأيهم قدر كبير من الوجاهة والسداد.

وقبل هذا وبعده نوصيها باستخارة الله تعالى، وأن تطلب من الله أن يختار لها الخير، فإنه يعلم الغيب، وهو أرحم بها من نفسها وأمها وأبيها.

نسأل الله تعالى أن يقدر لها الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات