السؤال
السلام عليكم.
جدتي تركت بيت الزوجية بعد عشرتها مع جدي لمدة 50 سنة تقريبا، أنجبوا خلالها 7 أولاد و4 بنات، كان فيها جدي قاسيا.
عندما غادر الأولاد كلهم البيت بقي جدي وحده، وعمره الآن يناهز 85 سنة، فما رأيكم في هذه الاستشارة؟ لأن أعمامي حاولوا بكل الطرق بدون جدوى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يغفر الذنوب، وأن يستر العيوب، وأن يلهمنا رشدنا، ويجنبنا المصائب والخطوب.
إن أعمامك مطالبون ببر والدهم والإحسان إلى والدتهم، والاجتهاد في رأب الصدع والحرص على رعاية الجميع، ولا شك أن الإنسان في حال كبر سنه يحتاج للمداراة واللطف، والشفقة والعطف.
وسوف يعاونهم على الإصلاح – بعد توفيق الفتاح – حرصهم على إشاعة المعاني النبيلة، وتذكير كل طرف بأحسن ما عند شريكه، وتشجيع كل منهما على الصبر، مع ضرورة أن ننمي خيرا، بأن نضخم الكلمات الجميلة وننقلها للطرف الآخر، وهذه هي مهارة الإصلاح، وينفع في ذلك تذكير كل طرف بما يجب عليه من الناحية الشرعية، وقد يفيدنا أيضا أن نذكرهم بأن الناس يتكلمون عنهم، وماذا لو صبروا في الأيام المتبقية من العمر حتى لا يدخلوا أولادهم في الحرج.
وإذا كانت هذه الجدة قد صبرت في أيام القسوة؛ فلماذا لا تصبر عليه في أيام ضعفه وكبره؟ فأكثروا من شكرها على صبرها، ورغبوها في العودة، وامدحوها بما هي أهل له.
وأرجو أن تكثر من الدعاء لهما فإن الله يجيب من دعاه، كما نتمنى أن يكون للأساتذة من أمثالكم دور في الإصلاح والنصح، وحتى يحصل ذلك نتمنى أن يزيد الاهتمام بالجدة والجد، وأن نحض الجميع على تقوى الله، فإن الله وعد أهلها بأن ييسر أمورهم فقال: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4]، ووعدهم بأن يخرجهم من الورطات، ويوسع عليهم الأرزاق والبركات، فقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3].
والله الموفق.