اهتمام الزوج بالأصدقاء وكثرة الخروج معهم على حساب حقوق الزوجة ومتطلباتها

0 433

السؤال

شكرا لك يا دكتور، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بمشكلتي.
أنا صاحبة استشارة رقم 19335، لقد سألتني عدة أسئلة ممكن من خلالها حل المشكلة، أولا عمر زواجنا هو سنتان فقط، أكملنا سنتين منذ شهرين، ويوجد لدينا طفل واحد عمره الآن سنة، ودائما أنا أستقبله بأحسن مظهر، ودائما أهيئ البيت لاستقباله، والله يا دكتور إنني أمدح دائما ما يحضر لي حتى لو كان قليلا، وإذا أخذني في نزهة حتى لو كانت مدتها قليلة أظل أشكره عليها عدة أيام، آملة أن يكررها ولكن دون جدوى، فهو يتذكر أن ينزهني على فترات متباعدة!

وبالنسبة لسؤالك: هل سلوكه جديد أم لا؟ في الحقيقة هو ـ وحتى عندما كنا عروسين ـ كان يتركني في البيت ويخرج مع أخيه وأصدقائه! وكنت أستغرب من فعله، ولكن عذرته وقلت في نفسي ربما لأنه مشتاق لهم فنحن في غربة، وكان شهر عسلنا في بلدنا الأصلي، ولكني عاتبته بعد ذلك لما بدأ يخرج هنا كثيرا، بعد عودتنا إلى السعودية جلس فترة يخرج معهم، ولكن ليس كثيرا إلى الحد الذي يضايقني، ولكن الآن هو منذ سنة على هذه الحال، وكلما حاولت معه لا فائدة من ذلك.

وفي مرة قال لي: أنا هكذا وعليك أن تتأقلمي، انظر يا دكتور الرد المستهتر، وكم حاولت أن ألبس وأتزين له ولكن عندما لا يأتي أكون أنا قد نمت عند وصوله إلى البيت الساعة 3 فجرا أو 4 فجرا، فقلت لنفسي: ما الفائدة؟! ولم أعد حتى أنتظره حيث إني لا أستطيع السهر الطويل لأن لدي طفلا أرعاه.

بالنسبة لأصدقائه فمنهم من هو متزوج وعائلته معه هنا، ومنهم من عائلته في بلدنا الأصلي، وأحيانا يأتون إلى البيت أحيانا مع عائلاتهم وأحيانا يأتون وحدهم ويجلس هو وهم على سطوح البيت حتى لا يزعجوني، وبالنسبة لسلوك هؤلاء الأصدقاء، كيف لي أن أعرف يا دكتور؟ فهم دائما وحدهم في المقهى، وإذا أتوا مع عائلتهم إلى بيتنا يكون الاحتكاك بسيطا جدا ولا يظهر لي شيء منهم أمامي، يمكن من ورائي هناك أشياء لا أعرفها، وهو طبعا لو سألته عن سلوك أصحابه فهو دائما يدافع عنهم.

ساعدني يا دكتور، أنا والله زوجة مطيعة والحمد لله جميلة، ولا ينقصه هو شيء دائما ألبي كل احتياجاته، وبالنسبة لتعاملي مع أصدقائه فأنا أحترم كل الناس، ولم يسبق أن أسأت لأحد منهم في حضوره، ممكن عندما أتناقش معه وحدنا أتكلم بالسوء عن أصدقائه لكن أمامهم فإني أظهر كل الترحيب والاحترام وأقوم بإعداد الشاي والقهوة، ساعدني وفقك الله، والله من كثرة زهقي وجلوسي وحدي أصبحت آكل كثيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يسهل أمرك ويغفر لك ذنبك.

فقد أسعدني تفهمك، وأفرحني اجتهادك في مجاملة زوجك والإحسان إليه، وابشري بما عند الله، وهذا يدفعني إلى أن أطلب منك الاستمرار في الإحسان والاجتهاد في طاعة الرحمن، وثقي بأن العاقبة لمن تصبر وتوكل على الملك الديان.

وإذا كان الأمر كما ذكرت، فإن هذا الزوج يقصر في حقك، ونسأل الله أن يرده إلى الصواب، وأن يلهمك الصبر والإحسان، ونحن ننصحك بتذكر الجوانب الإيجابية في هذا الزوج، وكنت أتمنى أن أسمع طرفا منها؛ حتى تسهل المقارنة والموازنة، ولكن المهم هو الاعتراف له ببعض الفضل، والثناء عليه، وعدم محاكمته بالأخطاء السابقة، والدعاء له بالهداية.

ولا شك أن عمر حياتكما الزوجية قصير، وهذه هي فترة التوتر التي يحرص فيها كل طرف على سحب الآخر إلى برامجه وحياته، والصواب أن يقدم كل طرف بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق.

وأرجو أن يكون هذا الزوج محافظا على صلاته، وإلا فينبغي أن يبدأ الإصلاح من هنا.

ونحن ننصحك بأداء ما عليك، ولا يحملنك تقصيره على الانتقاص لحقوقه، واسألي الله ما لك من الحقوق، واشغلي نفسك بطاعة الله وذكره وشكره وحسن عبادته، وحاولي معالجة مشاكلك بهدوء وبعيدا عن سمع الأهل والجيران، واحرصي على مصلحة طفلك وأحسني تربيته.

ونحن نتمنى أن لا تفسري ردوده على أنه مستهتر، فربما كان السبب في ذلك هو كثرة تكرار الكلام معه، أو عدم اختيار الأوقات المناسبة لمناقشته، ولذلك فنحن نفضل أن توجدي له برامج بديلة وتظهري حاجتكم إلى وجوده معكم، وحاولي أن تعرفي الذي يجذبه إلى أصدقائه وإلى تلك الجلسات التي لا أظن أن فيها معاصي، والدليل على ذلك هو المجيء إلى منزلكم أحيانا، والذي يظهر أن هذا الرجل وأصدقائه يشعرون بالتقصير ويتخوفون من إزعاجكم ومضايقتكم، وهذه خطوة على الطريق الصحيح.

وعلى كل حال فأنا أتمنى أن تجتهدي في تغيير أسلوبك معه ولو على سبيل التجربة، كأن تحاولي السكوت عنه، والفرح بقدومه، وزيادة الإحسان له، فإن هذا يحرج الرجل ويدفعه للتغيير أكثر من أسلوب الشدة الذي يولد العناد، كما أرجو أن تتعرفي على نفسية هذا الرجل وظروفه حتى تتمكني من وضع الأمور في إطارها الصحيح، كما أرجو أن توازني بين المصالح والمفاسد في علاقتك الزوجية، ونحن إذ نشكرك على التواصل والتفاعل مع موقعك ونرحب بك بين أبائك وإخوانك نوصيك بتقوى الله وطاعته، وإصلاح ما بينك وبين الله، وسوف يصلح الله لك أحوال زوجك، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لربنا وبحرصنا على ذكره وتلاوة كتابه.

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات