كيف أتعامل مع أخي الأكبر فهو مُؤذي ويفتعل المشاكل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توفي والدي قبل عشرة أشهر -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-، ترك والدي المرحوم ٣ أولاد وفتاتين وزوجة التي هي والدتي -حفظها الله ورعاها-.

في يوم الدفن أتى أحد إخوتي (الأكبر) والذي قد طرده والدي كونه كان شديد الأذى في المنزل، وبدأ بافتعال المشاكل، ولم تمر بضع ساعات من لحظة الدفن حتى بدأ بالحديث مع أخي وتحريضه على والدتي مدعيا أنها سوف تستولي على جميع أموال الورث..الخ الخ، دون وجه حياء!

وصل الأمر عموما بالشجار وطرده من المنزل، وخلال هذه الأيام، وبعد طلب الولد لحقه الشرعي من الورث، قمنا بإدخال مجموعة من العقال بيننا لنعطيه حقه الشرعي دون ضوضاء وتجاوزات.

تفأجات بأن هذا الشخص يدعي مجموعة من الأشياء الكاذبة والباطلة والتي لا تهمني عموما، ولكن ما لفت انتباهي أنه يدعي أن والدتي مطلقة، ويطالب بتعديل حصر الورثة (وثيقة تذكر من هم الوارثون)، ويخبر الناس بأن والدتي كانت مطلقة وذاك مكتوبا بالوصية، وأيضا تواصل مع أخي وقام بالتهديد والوعيد وبشتم والدته (قذف) وذلك مسجل طبعا، وللأسف عندما تم مواجته قام بالحلف والإنكار رغم وجود التسجيل.

سؤالي: 1- هل ادعاء هذا الشخص على والدتي بالطلاق يعتبر قذفا صريحا كونها عاشت في بيت زوجها حتى وفاته؟
2- ما جزاء هذا الشخص عند الله كونه تجرأ وشتم والدته، وأيضا حلفه ليمين كاذب؟
3- كيف أتعامل معه، فأنا الولد الأصغر وعمر ٢٥ سنة، ولكني الوحيد الذي يهتم بشؤون عائلتنا وتسييرها والاعتماد الكلي علي أنا؟

حسبنا الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Dr. Musab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم الوالد رحمة واسعة، وأن يعينكم على بر الوالدة والإحسان إليها، وأن يهدي هذا الأخ الشقيق الأكبر لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

إذا كان هذا الأخ قد أساء للوالد - رحمه الله - فمتوقع منه أن يسيء للآخرين، ولكن نتمنى أن تنجحوا في الدعاء له، وفي دعوته إلى الله تعالى، ثم عليكم تشجيع الوالدة وتصبيرها، ومطالبتها أيضا بالدعاء له لعل الله تبارك وتعالى يهديه، والحمد لله أن الأسرة رزقت بابن حكيم مثلك يستطيع أن يضع الأمور في وضعها الصحيح.

وما فعله من أخطاء في حق الوالدة من الكبائر العظيمة التي تحتاج منه إلى توبة، وتحتاج منكم إلى نصح مستمر له. والحمد لله أن ادعاءه باطل، وأنه رجع عن كلامه، وأنه أنكر هذا الكلام، وعلى كل حال فالأمر بينه وبين الله تبارك وتعالى.

وهذا الادعاء بأن الوالدة مطلقة لا نستطيع أن نقول يعتبر قذفا، خاصة بعد أن رجع منه، ونؤكد أيضا ضرورة أن تسامحه الوالدة، ونتمنى أن يجد من الناصحين من يعيده إلى الصواب.

وكون هذا الأخ الكبير تجرأ وحلف اليمين وشتم الوالدة؛ هذه كلها كبائر، أما تعاملكم معه فينبغي أن يكون المنطلق النصح له ودفع أذاه عن الوالدة وعن الأسرة، والاجتهاد في دعوته إلى الله تبارك وتعالى، فإن فشلتم فينبغي أن يوقف عن حده، وإن كنا نحن نفضل الاجتهاد في الدعاء له ودعوته إلى الله تبارك وتعالى، خاصة بعد أن أخذ حقه، وبعد ذلك الأمور تمضي؛ لأنه لن تصير هناك فرصة لاحتكاكات كبرى، ويبدو أن إنكاره هذا شعور منه إلى أنه أخطأ في حق الوالدة، وطبعا هذا الذي حدث لا يقبله أحد، ونسأل الله أن يعين الوالدة؛ أولا وفاة الوالد، ثم الصبر على عقوق هذا الأخ، الذي نسأل أن يعجل بهدايته، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

ونحن سعدنا بتعاملك الحكيم، وننتظر منك مزيدا من الحكمة ومزيدا من الاجتهاد في إرضاء الوالدة والتخفيف عنها وإدخال السرور عليها، ثم الاجتهاد على هذا الأخ لعل الله أن يهديه.

مواد ذات صلة

الاستشارات