السؤال
من فترة تعرفت على شاب، وخطبني، وبعدها عرفت أنه يعرف بنات ويخرج معهن، وعرفت أنه كذاب، وتعرفت على ناس كثير جدا تكذب، أنا نفسي أوقات أكذب، لكن أحس أني لست مريضة بالكذب، لكن بقي عندي إحساس أن كل الناس تكذب، وخاصة الرجال، ودائما أقول لنفسي أني ما عندي استعداد أني أبدأ حياتي مع واحد يكذب، وعندي استعداد أعيش حياتي كلها وحدي!
أحسن عندما أتكلم مع أي أحد أحس أني غير واثقة في أغلب كلامه، بقي عندي إحساس أنه لا أحد سيحبني مثله، ومع ذلك كذب علي وخدعني! لا أستطيع أن أثق بأي أحد ثانية، ولا حتى أصحابي المقربين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فاطمة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن الإنسان يكون فكرة سلبية عن الآخرين إذا مر بتجربة سلبية، فأنت أيتها الابنة الفاضلة ربما تكون اندفعت بعض الشيء في علاقتك مع الآخرين، أي أن هنالك نوعا من الاستعجال والثقة المفرطة، وربما تكون نوعا من الآمال والأحلام والتي لم تتحقق، جعلتك تصابين بنوع من الشعور بالخذلان من جانب الطرف الآخر.
هذه التجربة السلبية هي التي أدت إلى أن تخلصي إلى أن الناس تكذب، خاصة الرجال، وبالطبع هذا ليس صحيحا، فالحمد لله العالم مليء بالصادقين والذين يتحرون الصدق، ولا نقول أنه لا يوجد الكذابين، فالكذب أيضا موجود، ولكن علينا دائما أن تكون لدينا القدرة في أن نفرق بين من هم صادقين ومن هم كذابين.
لابد أن ننظر للإنسان نظرة كلية حين نبني علاقة معه، أي ما هي خصاله؟ وما هو سلوكه؟ وما هي أخلاقه؟ لا يمكن أن نأخذ جزئية واحدة، فالصدق يتوفر لدى الإنسان الخلوق الإنسان المتزن، أما الإنسان المضطرب والغير متزن فلابد أن يكون الكذب من سماته.
إذن: لابد من النظرة الكلية الشاملة للإنسان، فهي التي تجعلنا نثق فيه أكثر، وعليه فوصيتي لك ونصيحتي لك هي أن لا تستعجلي في بناء علاقات مع أشخاص لست بمطمئنة على أخلاقهم وسماتهم الكلية، كما أن التريث والرزانة وعدم الاندفاع نحو بناء علاقات يعتبر خصلة حميدة، خاصة لدى الإناث، ونحن نحترم مشاعرك جدا، ولكن حقيقة ندعوك أن تبتعدي من التواصل الغير مبرر مع الرجال؛ حتى لا تصابي بصدمات أخرى.
أؤكد لك أن الأمر يتعلق بالثقة في الآخرين، وكما ذكرت لك سابقا أن النظرة الكلية لأخلاق وسمات الإنسان هي المهمة جدا .
عليك أن تبحثي عن الرفقة الطيبة الصالحة، ولا شك أن الأخوات المتسمكات بدينهن هن في الحقيقة يتحرين الصدق فيما نعتقد، فهذه مجموعة طيبة من الناس يمكنك أن تكوني أكثر تواصلا معهم، وأن تبني صداقات معهم.
عليك أيضا أن تحسني الظن، ومع حسن الظن، ومصاحبة الطيبات من الأخوات ستجدين أن قدرتك على معرفة الشخص الصادق من الكاذب أصبحت أكثر.
ذكرت أنك أيضا تميلي أحيانا إلى الكذب، ولا شك أنها صفة ذميمة ومبغوضة، وهي تقلل من الإنسان وتحقره أمام الآخرين، عليك دائما أن تسعي لتحري الصدق، ودائما الإنسان في كثير من الأحيان لا يقصد أن يكون كذابا، ولكنه ربما يتساهل في بعض الأمور، ويتخذ الكذب كحيلة أو وسيلة دفاعية، ثم تنمو هذه الوسيلة حتى تتضخم وتتجسم ويصبح الكذب منهجه.
إذن: البدايات الأولى هي مهمة، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من الصادقين.
والله ولي التوفيق والسداد.