السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأنا متزوجة منذ 9 سنوات، أنا من بلد وهو من بلد ولكن هذا ليس مشكلة عندي، بداية في السنوات الأولى كنت متعبة في التعامل معه ولكن بعد 4 سنوات أصبحت حياتي عسلا والحمد لله، وهذا بفضل تنازلات مني على مر الزمان، ولكن هذا لم يسبب لي أي مشكلة ما دام زوجي راضيا عني ومرتاحا وفرحان.
وبعدها بفترة حجيت مرتين واعتمرت ثلاث مرات وكانت من أجمل الأيام عندي، مع العلم أنه لم يرزقني الله تعالى بالأولاد، ولكن كنت أنا وهو دائما في شهر عسل وحياة طيبة، لأنه هو كان الاهتمام الوحيد في حياتي، لأني قبل أن أتزوجه كنت أعاني مرارة الحياة، ولكن عندما تزوجته قلت له إن الله راض عني عندما أهداني إياك.
أحبه بجنون وفوق ما يتصوره العقل والحقيقة، أعرف أني أبالغ ولكن كل من يرانا يقول هذا الكلام، لا أستطيع النوم ولا الأكل ولا الحياة دون وجوده، إنه تعلق غير طبيعي به، أنا الزوجة والحبيبة والأم والأخت والأخ والأب وكل شيء في حياته، وهو بالمثل كل ما يطلبه مجاب حتى على حساب راحتي، المهم لا أريده أن ينام قبل أن يقول: الله يرضى عليك مثل ما أنا راض عنك.
كنت في الغربة وحدي ولكن كان هو طبيبي وحبيبي وأنيس وحدتي وعمري والدم الذي يسري في عروقي، حتى عندما سافر منذ فترة قصيرة كدت أصاب بالجنون، وهذا لأنه تركني وسافر، أما الآن فلقد رجع والحمد لله، حكايتي أعرف أنها ضرب من الخيال ولكن هي واقع أعيشه أنا، وعندي صديقة مقربة دائما تقول إنها تدعو لي أن يظل زوجي قريبي وحبيبي، وأنا بالمثل كما أحب الرسول (ص) السيدة خديجة.
ولكن بعد فترة أحد الأصحاب نصحنا بعمل عملية أطفال الأنابيب في الأردن، وقال إنها ناجحة هناك، وبالفعل ذهبنا وكلفتنا 4000 جنيه أسترليني لعمليتين، ولكن لم تنجح لأن الطبيب قال إن الأمل في نجاح هذه العمليات هي 20 في المئة، وقبلها كنا متوقعين ونعرف كل التفاصيل، ولكن بعدما رجعنا تغير ذلك الحنون الرقيق الإحساس الذي كان عندما يراني أعاني من صداع يبكي من أجلي، فأصبح جاف الأحاسيس وبارد المشاعر وتغير تماما! مع العلم أني دائما أراعيه وأراعي شعوره لأنه في الأول والأخير هو من يهمني، غيرت من نمط حياتي ومن ديكور البيت ومن اللباس وكل شيء حتى لا يحس بالملل، ولكن دون جدوى.
وما زاد الطين بلة أمه التي أناديها: يا أمي! والتي تطلب أي شيء يكون عندها وأنا دائما التي ألبي طلباتها وأنا فرحانة، ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يفدها دلالي لها، أصبحت تعاملني وكأني ضرتها، تسرق مني زوجي وكل أوقاته، لا تحبه أن يكون معي أبدا وأنا أقول: لا مشكلة، إنها أمه، ولكن كأنما أكلم الحائط، إني تعبت من التفكير، أقول إنسانة خيالية موجودة على أرض واقع، ودائما أقول: إن الزوج هو أساس البيت والزوجة عماد البيت، بمقدورهم أن يجعلوا حياتهم سعيدة أو تعيسة، ليس الذنب على الدنيا، إني أعرف أن هناك مشاكل في هذه الحياة ولكن ليست نهاية العالم، فكل من مات ترك وراءه آلافا من القضايا العالقة، فأرجو من سيادتكم التكرم وإعانتي على محنتي، فأنا كتبت لكم عندما لم أجد أي حل وسدت كل الطرقات، وأصبح لا يريد أن يسمع أي شيء عن أي شيء، فرجوا عني كربتي فرج الله لكم كربكم وهمكم يارب.