السؤال
السلام عليكم.
أنا مغترب، وفي مرحلة تحضير للخطبة، ومتفق مع أهل البنت على كل التفاصيل في شهر 6 القادم إن شاء الله.
كان المفروض أن تتم الخطبة منذ سنة أو أكثر، ولكن بسبب ظروف كورونا كانت تتأجل.
وفي فترة كنت مستثمرا لمبلغ، وخسرت بعضا منه، ودخلت في فترة صعبة أصبح معه موضوع الخطبة صعبا علي، وأكبر من قدرتي، وأحاول أن أعوض حاليا وأدخل في مشاريع، ولكن للأسف لا توجد أي نتيجة.
أصلي ركعتين في آخر الليل يوميا، مع وردي يومي، وأدعو الله أن ييسر أموري، ولكن لا يوجد تغيير في حياتي، حاولت كثيرا التصدق، وأن أفرج عن غيري قدر المستطاع، لكن إلى الآن لا يوجد أي تحسن، مع أني بذلت كل الأسباب.
وحاليا حياتي حرفيا لا تطاق، وبحالة نفسية سيئة جدا، وعلى أبواب اليأس والعياذ بالله.
أرجوكم أفيدوني كيف الطريق لكي يستجيب ربنا دعائي ويفرج همي؟ لأن الهم صار كبيرا وما عدت قادرا على التحمل.
وادعوا لي أرجوكم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الكريم، أسأل الله أن يسهل أمرك، ويغفر ذنبنا وذنبك، وأن يعيننا على الاستمرار في الطاعات، وأن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب أو قصر استغفر.
نحب أن نؤكد لك أن هذا الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ونوصيك بالاستمرار في الدعاء، وعدم اليأس من رحمة ربنا الرحيم، لأن هذا ما يريده عدونا الشيطان، والإنسان عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، واعلم أن ما يقدره الله لنا فيه الخير وإن جاءنا في صورة غيره، {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.
فاستمر على ما أنت عليه من الطاعات، ولا تستجيب للشيطان، فهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، والشيطان يريد أن يوصلنا إلى اليأس والقنوط، أو الجحود بنعم الله تبارك وتعالى، فتعوذ بالله من شره، وقم بما عليك، فإن الإنسان عليه أن يفعل الأسباب، أسباب زيادة الرزق، أسباب النجاح في التجارات، ومن الأسباب الدعاء والاستمرار فيه. نحن لسنا مسؤولين عن النتائج التي تحصل، لكن الإنسان ينبغي أن يؤدي ما عليه، وأعتقد أن أمامك فرصة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغنيك من فضله، وهو الذي يقول: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}.
نحن بحاجة إلى التوكل على الله، والاستعانة بالله، واليقين فيما عند الله تبارك وتعالى، وهذه معاني أرجو أن تستقر في نفوسنا وفي نفسك، لأنها مفتاح للخير، ومفتاح للرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره. نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير.
لا تضعف، ولا تتوقف، استمر في الدعاء، والحمد لله نحن دخلنا في مواسم الخيرات، ونسأل الله أن يبلغنا جميعا رمضان، وأن يعيننا على صيامه والقيام، وأن يعيد علينا وعليكم مواسم الخيرات أعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا جميعا ممن طال عمره وحسن عمله.
نوصيك بكثرة الدعاء وتقوى الله تبارك وتعالى، وبالإكثار من الاستغفار، وبالإكثار من الصلاة والسلام على نبينا المختار، فإن في ذلك زوالا للهموم، وكشف للغموم، وهذه كلها مفاتيح للرزق. عليك كذلك بالاستقامة على شرع الله تبارك وتعالى.
أكرر دعوتنا لك ببذل الأسباب والاستمرار في المحاولات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، ولا يخفى عليك أن الإنسان عندما يدخل مشاريع تجارية من المهم أيضا أن يتخذ الإجراءات الصحيحة، فيشاور من سبقوه، ويعمل دراسات لمشاريعه، وهذه كلها من الأسباب التي ينبغي أن يحرص عليها الإنسان.
نسأل الله أن يوفقك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.