امراة تشكو من تعب نفسيتها بسبب كلام زوجها مع ضرتها.

0 528

السؤال

أحببت أن أستفسر عن كيفية التعامل مع زوج هذه صفاته، فلقد تعبت كثيرا وفكرت في فراقه، وطلبت منه ذلك فرفض من أجل الأولاد.

إيجابياته: كريم ويلبي جميع طلباتي، يحافظ على الصلاة، متدين في نفسه لكن أخلاقه لا تمت للتدين بصلة، أقصد بتعامله معي.

سلبياته: يحب الزواج من بلد شامي، وقد تزوج من امرأة ذات نفسية مريضة، وفرضها علي بفتح الباب بيننا، مما أحالت تلك المرأة حياتي إلى الخوف الدائم والذعر الشديد، ففي أي وقت أتوقع أنها ستنزل علي وتنهار بالمشاكل أمامي، ولا أستطيع طبعا الرد عليها لخوفي الشديد من زوجي، فهو يقدرها ويثق بها ويحبها كثيرا.

استمرت حالتي ثلاث سنوات حتى مللت وأحسست أن بيتي ليس بيتي مادمت لم أشعر فيه بالأمان، وبعدها دعوت ربي أن يرد كيدهم في نحورهم، وما هي إلا يومان حتى أخبرني بطلاقها، بعدها بشهر تزوج بأخرى ومن نفس بلد تلك الزوجة.

خفت كثيرا أن تتكرر مأساتي، وطلبت منه أن يكفيني شرها ولا يعيد لي مأساتي، أو أن يفارقني فلست بحاجة لبيت ليس فيه أمان، فطمأنني، ولكنه بعد زواجه شاهدته مرة يكلم زوجته بعد منتصف الليل، وبعد فترة حاولت هي الاتصال به مع أنه أخبرني أنه لا تتصل إحدانا عليه في ليلة الأخرى، انفجرت وأحسست بمأساتي ستتكرر، فاليوم اتصال وخلف بالوعد، وغدا ستتهجم علي في بيتي وتتكرر المأساة.

حاولت أن أناقشه لكنه غضب وكلمني بعبارات قاسية، ومن يومها نفسيتي متعبة جدا وفي حالة خوف دائم، وهو بالمقابل لم يرحمني وما زال يقسو الكلمات علي وكأنه يريد أن يعيد لي المأساة، لكن هذه المرة معه هو، ففي المرة السابقة معه ومع زوجته، وهذه المرة معه هو.

ولا أخفي عنكم فإن زوجي لا يعترف باحترام المرأة، وأيضا يعصب مباشرة إذا فتحت معه أي نقاش، ويتكلم معي بقسوة، وكثيرا ما يهزأ بي بل حتى بصفاتي الحسنة، وينهاني أحيانا عن التجمل والتزين، وأحيانا عن أخذ ثوبه أو فتح زراره مثلا، وينهرني بشدة ويتضايق من ذلك، فمأساتي تتلخص في عدم احترامه لي وفي عدم قبول أي نقاش أو تفاهم، وفي عدم تقبل بعض صفاتي الحسنة، وخاصة صفات التملق له وخوفي الشديد من مستقبل زواجه الجديد، حتى شعرت مؤخرا بعد تراكمات مشاكله أنني وحيدة وأنه لا زوج لي، ولك أن تنظر إلى إحباطاتي ومأساتي ويأسي، ولا أقول إلا: الله المستعان.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويوفقك، وأن يلهمك السداد والرشاد!

فقد أعجبني إنصافك لزوجك بذكر محاسنه، وإذا تذكرنا الإيجابيات وأعلناها سهل علينا - بتوفيق الله – علاج السلبيات، وأرجو أن تعرفي أن تلبية الرجل لجميع الطلبات دليل على الحب والمودة، فالرجل يعبر عن حبه بما يقدمه لزوجته من أشياء مادية، وينسى كثير من الرجال أن الزوجة تحتاج إلى جرعات عاطفية، عن طريق اللمسات الحانية والكلمات العذبة، والتصرفات الجميلة.

ولكني أدعوك إلى أن تلتمسي الأعذار، فكثير من الرجال لم يتعودوا هذه الأشياء، وقد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت، وربما إلى شيء من التشجيع من قبلك مع جرعات من الصبر، وحسن الاختيار لأوقات الحوار، ومن المصلحة أن تحرصي على عدم التنكيد عليه بكثرة المناقشات حتى لا يهرب إلى الأخرى، وعبري عن عدم رضاك بهدوء، وكوني مع الله، وكفى بالله نصيرا، فإن الظالمين والظالمات لن يفلتوا من عدالة رب الأرض والسماوات.

ولا داعي للخوف من شيء لم يحدث، وتفاءلي بالخير يأتيك، وتجنبي إساءة الظن فإنه طريق إلى الغم، وخير لك أن تكوني مظلومة تنتظر نصر الله، خير من أن تكوني ظالمة تخاف من غضب الله.

ولا شك أن كثرة الكلام مع الزوج والجدال يدفعه للغضب فيجرح مشاعرك ويصر ويعاند، ومن واجبك اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ اللائقة عند محاورة هذا الزوج، مع الحرص على تذكيره بالله وتخويفه من غضبه وعقابه لمن لا يعدل بين زوجاته.

وأرجو أن تجتهدي في طاعة الله وتحرصي على كل أمر يرضيه، وتوجهي إليه فإن قلوب العباد بين أصعبين من أصابعه يقلبها كيف شاء، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد.

والله ولي التوفيق والسداد!



مواد ذات صلة

الاستشارات