كيف أتصرف حيال ظلم المدير لي؟

0 31

السؤال

السلام عليكم..

باختصار, أعمل بمظمة خيرية من 2015, حياتي مع زملائي في احترام متبادل, وكذلك مع مديري.

أبذل قصارى جهدي في العمل، وأعمل عشرات الساعات إضافية شهريا بدون طلب أي مقابل، أعمل بالمكتب كما أعمل بالميدان, خاطرت بحياتي في مهمات إنسانية لولا أن كان الله في حفظنا.

متزوج, حياتي مع زوجتي ووالدتي بامتياز، يعتبرني أخواتي الكبار والصغار أبا لهن, إذ أقف معهن دوما.

حياتي مع مجتمعي جيدة, قبل وبعد الشغل أمر بأمي, أرجع إلى البيت، وأحفظ أطفال الحي القرآن بعد المغرب في منزلي. هذه حياتي البسيطة باختصار.

في بداية 2021, تم تعيين مدير جديد، والذي يغضب متى يشاء بدون أي سبب, وتم نقله إلى العاصمة فيما تم تعييني أنا بإدارة المكتب الفرعي.

الأسبوع الماضي شاء الله أن يأتي وفد من المقر الرئيسي للاطلاع على سير العمل والتدقيق، وكذلك التصحيح.

تعاونت معهم، وأجبت على جميع ما طلب مني, شكروني كثيرا، وينادونني في أي صغيرة و كبيرة بحضور المدير، والذي بدا استياؤه مني وغيظه الذي لا يغيب عن وجهي.

المهم, كان ينتظر رجوع الوفد حتى ينتقم مني, بعد أن أخذ الوفد الطريق, سحب مني مفتاح المكتب, وأرجعني إلى مهمتي الأولى, ليس هذا فحسب, بل أصدر تعميما يفيد ذالك بطريقة مهينة.

هذه الإهانة أشعرتني أنه ليس لي عدو لدود بعد الشيطان مثل هذا الرجل, أفكر في الصوم والقيام وتسخير الزملاء من حملة كتاب الله للدعاء عليه بالهلاك أو مرض لا يطيقه لأعيد هدوئي وحياتي مع عائلتي وابني الذي يحتاج إلى ابتسامتي.

أرجوكم أفيدوني عاجلا. مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ BenHusen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أيها الأخ الفاضل - في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

سعدنا نحن لما ذكرته من إنجازات ومن روح جميلة، ونبشرك بأن أهل الخير وأفضل الناس من زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (وخير الناس أنفعهم للناس)، وأنت تعكس نموذجا أكثر من رائع، نسأل الله أن يثبتك وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى ألا تنزل من هذا المستوى الرفيع في العمل والتعامل، لتكون مثل أخلاق من أساء إليك، فالإنسان ينبغي أن يدفع بالتي هي أحسن.

ثانيا: نحن في أيام مباركة ونستقبل ليلة المغفرة، ليلة النصف من شعبان، والتي يغفر الله فيها لكل خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، فأرجو ألا تحمل الحقد على هذا المدير الذي قصر في حقك وأساء إليك، واعلم أن الإساءة ستعود إليه، فإن العظيم العدل يقول: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، ونؤكد لك أن الإنسان الناجح ينجح في أي مكان وفي أي موضع مهما حصل، وأنت ولله الحمد تؤدي رسالتك باهتمام وبتضحيات كبيرة، وتؤدي رسالة، ليس مجرد موظف، فأنت تعمل في ليلك ونهارك ومع أسرتك، وتعمل لله بلا مقابل، فأرجو ألا تترك هذه الأشياء الجميلة من أجل هذا الموقف الذي حصل.

قطعا نحن لا نؤيد هذا الموقف، والإنسان في عمله يقابل من يقابل إحسانه بالإساءة، من يحسد، كل ذلك متوقع في بيئة العمل، لكن الذي لا نريده من أمثالك هو النزول إلى مستوى أمثال هؤلاء، فارتفع بما عندك من الأخلاق، واحتسب أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى، واعلم أن أرزاقنا مكتوبة وآجالنا محدودة، والإنسان ينبغي أن يمضي في هذه الحياة وأمام عينيه إرضاء الله تبارك وتعالى.

وإذا كنت مظلوما فخير لك من أن تكون ظالما، فالمظلوم ينتظر تأييد الله، والظالم ليس أمامه إلا الغضب من الله الذي ينتصر للمظلوم، فكن مع الله تبارك وتعالى ولى تبالي، ولا تشغل نفسك بمثل هذه الأمور، واعلم أن الشيطان يريد أن يشوش عليك ليحرمك من كثير من الخيرات ومن كثير من الطمأنينة.

نذكرك بأنك لست أول من يظلم، ولن تكون الأخير، ولكن حسب المظلوم أنه ينتظر تأييد الله:
لا تظلمن إذا كنت مقتدرا ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لا تندم

ونبشرك بأن الله تبارك وتعالى سينصرك، وهذا المدير هذا الذي عمله يدل على حسد، ويدل على أنه لن يوفق إلى الخير، واعلم أن الوفد الذي ذهب للرئاسة سيحمل عنك كل خير، فلا تبالي بما يحدث، واعلم أن الدنيا دوارة، وهذه المناصب لا تدوم لأحد، فاعمل لما خلقت له، وطهر نفسك من مثل هذه الأمور، واعلم أن حقك لن يضيع؛ لأن الله عدل، ولأن الله يقول للمظلوم: (وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)، فبشرى لك بانتظار النصر، وويل لمن ظلم بانتظار انتقام الله تبارك وتعالى القائل: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

مواد ذات صلة

الاستشارات