ما هو حكم التحدث مع الجنس الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي؟

0 37

السؤال

السلام عليكم.

في الفيسبوك يوجد شيء يسمى التفاعلات مثل وضع لايك، أو أحببته، أو أدعمه، أو ضحك، أو أغضبني، وغيرها، فهل يجوز التفاعل مع منشور أو تعليق للجنس الآخر، أو زملائي في الفريق، أو في الجامعة بهذه التفاعلات، وبخاصة التعليق برمز القلب، أو الوردة، أو أوراق الشجر، أو وجه ضاحك جدا وغيرها.

وإذا أرسل لي أحدهم زميلي مثلا ليحدثني بموضوع على الخاص ورأيت الرسالة وكان يطلب خدمة، فهل أستطيع أن أقدمها له أم أتجنب ذلك، وإن رأيتها واتضح له أنني رأيتها؟

أتمنى الرد الكافي حتى لا أقع بأي شيء لا يجوز.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على معرفة حكم الشرع الإسلامي فيما تريدين القيام به، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، ونسأل الله أن يزيدك هدى وصلاحا.

وغير خاف عليك - ابنتنا العزيزة - ما جاء في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من تحذير الجنسين، تحذير الرجال من الوقوع في الافتتان بالنساء، وكذلك تحذير المرأة من أن تقع في الافتتان بالرجل، فقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم بأنه جعل بعضنا لبعض فتنة، فقال سبحانه وتعالى: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}، فالرجل فتنة للمرأة، والمرأة فتنة للرجل، والفتنة معناها الاختبار من الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان، بما جبل عليها هذه النفس من الميل والرغبة في الجنس الآخر.

فيحذرنا الله تعالى ويحذرنا رسوله من أن نقع فريسة لهذه الرغبة وصيدا سهلا للشيطان، فيجرنا إلى ما لا تحمد عاقبته، ولهذا جاء الشرع الإسلامي بالتدابير الوقائية والأخذ بالإجراءات التي تبتعد بالإنسان عن الوقوع فيما يضره وفيما يجر إليه الندامة في مستقبل أيامه، وكان من هذه التدابير أن أمر الله سبحانه وتعالى المرأة بالاحتشام ولزوم الحجاب أمام الرجال الأجانب، فقال سبحانه وتعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، ونهى المرأة أن تتكلم بالكلام الذي يثير لدى الرجل الرغبة بها أو يثير الغريزة، فقال: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، ونهى عن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية فقال عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان).

وهكذا جاءت الشريعة الإسلامية بالتدابير الواقية التي تحفظ المرأة من أن يجرها الشيطان إلى الوقوع فيما تندم عليه، وكذلك الرجل، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام بأن الفتنة بالجنسين هي أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان، فقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)، وقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

وهذه التدابير كلها - أيتها الأخت العزيزة والبنت الكريمة - المقصود منها الحفاظ على دينك وسلامة عرضك، وأن تقعي فريسة سهلة لمن يريد أن ينال منك بأي نوع من أنواع النيل، فكوني مطمئنة إلى حسن تدبير الله تعالى وحسن شرعه، وأنه سبحانه وتعالى لا يشرع لك ولا يأمرك إلا بما فيه خيرك وصلاحك.

إذا علمت هذا كله فحينها ستعلمين أن تبادل هذه الرسائل قد يكون مبدأ الطريق الذي يحاول الشيطان أن يفتحه عليك، وقد حذرنا الله تعالى من اتباع الخطوات التي يدعو إليها الشيطان، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}. إذا فهي خطوات تدريجية، فنصيحتنا لك أن تعرضي تمام الإعراض عن هذا النوع من التواصل، وإذا أردت أن تتكلمي مع شخص في أمور جادة بعيدة عن أي لون من ألوان الإثارة؛ فهذا جائز شرعا، ولكن مع ذلك ينبغي أن تكوني محتاطة كل الحيطة.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمر، ويقدر لك الخير، ويحرسك من كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات