كيف أتعامل مع أخي الذي يحاول السيطرة علينا؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي مع أخي، رغم أنه أصغر مني بثلاث سنوات، إلا أنه بسبب حجمه الكبير أصبح يريد السيطرة على جميع إخوته الصغار والكبار، نحن ستة إخوة، 4 فتيات وولدان، أخي هذا الثالث وأنا الثانية بالترتيب الأسري.

عندما يعاند أو أخبره بشيء يصبح يشتم ويصرخ ويظن نفسه رجلا عندما يفتعل هذه الأفعال، يرافق أصدقاء السوء، لكن هو أصبح أسوأ منهم جميعا بتصرفاته وأخلاقه، عندما يفتعل مثل هذه الأمور الوقحة ومحاولة السيطرة خصوصا علي، لا أقبل أي طلباته وإذا تعدى حدوده وبدأ بالضرب، أرد له ضربه.

غالبا أمي ما تصرخ علي وتضربني عندما أرد عليه بالكلام، لأنها تذهب له في البداية وتصدق كلامه ولا تسألني ويصبح الخطأ خطئي، لأني لم أصمت وأفعل ما يحب، رغم كل هذا لا زلت أرد عليه، وعندما يضربني أرد الضرب أيضا ولا أهتم بعدها إذا تم ضربي أو لا، لأني أريد أن آخذ حقي منه ولو تم محاسبتي، وأنا على حق في فعلي، أحيانا يرى ضرباته أنها لا شيء ويسب ويشتم ويصرخ بكل ما لديه من قوة ولا يهتم، فقط يريد أن يحدث الذي يريده.

والدي لا يحاسبه بالشكل المناسب، لأن أخي يحاول إخفاء أفعاله من والدي، حتى إذا ما علم والدي بالأمر يصرخ علينا نحن الاثنين، أمي تتكلم أحيانا مع أخي وتصرخ عليه، لكنه لا يستمع أو يهتم، ويتهم الجميع، وأغلب المشاكل معي لذلك يتهمني أنا.

أصبحت أكره أخي، وأحيانا أتمنى لو أنه يذهب ولا يعود، أو أن أعيش وحدي بدلا من العيش مع أشخاص مثل أخي يجعلني الذي أكره حياتي ودراستي بسبب مشاكله، لذلك لو سمحتم أريد حلا حتى أستطيع تجنبه قدر المستطاع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي شقيقك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

وأرجو أن تديري معاركك معه بذكاء، أولا: بأن تتفادي أسباب المشاكل والاحتكاكات.
الأمر الثاني: أن تكوني واضحة في عرض ما يحدث وبهدوء للوالد والوالدة.
الأمر الثالث: لا تقابلي إساءته بالإساءة حتى تنكشف العيوب التي عنده، فإن ما يحصل منك يغطي على الخطأ وعلى المخطئ، ودائما الوالدة لا تريد أصلا مشاكل، وبالتالي منك أن تتنازلي، وأنا لا أريد منك أن تتنازلي ولكن في نفس الوقت لا أريد أن تفتعلي المشاكل، أريد أن تتجنبي ما يثير المشكلات، وتعرضي الأمور بوضوح على الوالد حتى يضع له حدود.

وأرجو أن تعلموا جميعا أن هذا الشاب يمر في مرحلة عمرية هذه خصائصها، وعليه أن يثبت رجولته في غير هذا المكان وبغير هذه الطريقة، أما عدوان المراهق مع أخته وافتعال المشاكل مع البنات من أخواته فهذا جزء من طبيعة المرحلة، لأنه يريد أن يشعر أنه رجل وأنه صاحب قرار، ولكن ينبغي أن يعلمه الوالد بهدوء أن القرار لا يفرض بهذه الطريقة، وأن الرجل ينبغي أن يكون أكثر الناس شفقة على أمه وأخواته، هذا هو معنى الرجولة الحقيقية.

وبالتالي أيضا ينبغي أن تعرفي الأشياء التي تزعج الوالدة، فما يحصل من الوالد نحن لا نوافق عليه، لكن دائما الوالدة والوالد يريدان الهدوء، ويريدان ألا تتطور المشاكل، والظاهر أنه يبدأ يشتم وأنت تردين عليه. أنا أريد أن أقول: ليس من حقه أن يشتم، لكن إذا شتم وسكت فإن ذلك أولا أحسن الردود، وفيه دفع للسيئة بالتي هي أحسن، وأنت تواصلت مع موقع شرعي، وهذا دليل على حرصك على الخير، فتفادي أسباب المشاكل، وتسلحي بالصبر، وإذا حاول أن يشتم أو يسيء فأرجو أن تحفظي حقك بأن تخبري الوالد وتجعلي الوالدة تستمع لما يقوله، ثم بعد ذلك لن يكون أمامهم عذر في مساءلته والكلام معه، كما أن كف الشر بهذه الطريقة هو أقصر الطرق لتفويت الفرصة على الشيطان.

أسأل الله أن يهديه إلى الخير والحق، وأن يشغلنا جميعا بطاعته، وأرجو أن يكون في مجيء شهر الصيام فرصة لنا جميعا من أجل أن نشتغل بعلاج أنفسنا وبالتغيير من خلال تلاوتنا لكتاب الله والسير على ما تقتضيه هذه الفريضة التي تربي فينا روح المراقبة لله والتقوى لله تبارك وتعالى، بل فيها تدريب على حسن الخلق.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يصبركم على هذا الابن، وأن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال. هذا ما نرجوه له ولأبنائنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات