السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من نزول قطرات بول بعد التبول، بحيث عندما أتبول أحس بأنني أريد التبول أكثر، وأحس بالحصرة، وخصوصا أنني أتبول كثيرا، ولا تنزل هذه القطرات إلا عند السجود، أو الجلوس، والمدة التي تستمر فيها بالنزول عند السجود والركوع غير محددة، وأحيانا تكون كثيرة بحيث مرة من شدتها نزلت أثناء المشي وتوقفت، وعندما ذهبت للمسجد وصليت، وسجدت نزل المزيد منها.
وقد جربت أن أفرغها بالحمام ولكن لم ينجح هذا؛ لأنني عندما ظننت أنني أنزلتها، ولا زلت أشعر بالحسرة، ولم ينفع معي عصر العضو، ولا ينزل بول عندما أعصره أساسا.
وقد فحصت قبل ٣ سنوات في المستشفى وقالوا لي: لا يوجد لديك مشاكل، ولكني لم أفهم، فجربت الاطلاع على الحالات الطبية في الإنترنت، ووجدت أنه لدي ضعف في عضلة المثانة أو الحوض لا أذكر بالتحديد تماما مثل حالتي.
وصدقا أنا أعاني من ضيق بسبب هذا الموضوع؛ لأنني أظن أن في صلاتي بطلانا، وأنا لا أستطيع استخدام المناديل، أو الأشياء الأخرى، أو حصر البول في الصلاة؛ لأنني أتبول كثيرا أو كل ١٠ دقائق، فلا أعلم متى أتبول بالتحديد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ظاهرة التقطير بعد الانتهاء من التبول والتي قد تنشأ بعد التبول مباشرة، أو بعد فترة بعد أن يلبس المريض ملابسه كاملة، أو حتى بعد خروجه من الحمام لفترات قد تطول وقد تقصر هو ظاهرة مشهورة جدا، ويشكو منها الكثير من الرجال على اختلاف أعمارهم.
وقد وصفت هذه الظاهرة من قديم الزمان في كتب الطب وتعتبرها الكثير من الأوساط ظاهرة طبيعية في عند البشر، ويعتقد حاليا أن نسبة من يعاني منها يشكل ما بين 20 إلى 50% من الرجال على اختلاف أعمارهم.
ولا يوجد حتى الآن تفسيرا طبيا لهذه الظاهرة، بل إن هناك الكثير من النظريات التي كونت لتفسيرها، فهناك مثلا من يعزوها إلى ضعف في عضلات الحوض، أو ارتخاء في العضلة المنوية القاذفة، حيث يعتقد أن الجزء الخلفي من الإحليل يوجد به تجوف طبيعي يقوم بحجز كمية قليلة من البول بها ثم تقوم هده العضلات بالانقباض في وقت لاحق، مما يؤدي إلى خروج هذه القطرات.
وليس هناك علاج ناجح لهذه الظاهرة، ولكن هناك بعض النصائح العامة التي ننصح بها مرضانا مثل زيادة انقباض عضلات الحوض، (أعني بذلك العضلة التي تستخدمها لحبس البول حتى الوصول إلى الحمام في حالة الإحساس بالحوجة الملحة للبول، وذلك بقبضها
وبسطها عدة مرات) إجراء مساح، أو تدليك، وذلك بدعك المنطقة الواصلة بين فتحه الشرج وبداية كيس الصفن، وكيفية ذلك بالقيام بالتمسيد أو الدعك من الخلف إلى الأمام بالضغط وتمرير اليد عدة، وذلك بهدف التخلص من هذه القطرات، ويمكن استتباع ذلك بإجراء تمسيد أو حلب الذكر، وذلك بالضغط عليه ابتداء من نقطة التقائه بكيس الصفن باستخدام الإبهام والسبابة ثم مع مواصلة الضغط بتمرير اليد من الخلف إلى الأمام عدة مرات، وأخيرا بالقيام بهز وتحريك الذكر لمدة من الزمن بهدف التخلص من هذه القطرات.
ولا يوجد حتى الآن عقار مناسب لعلاج هذه الظاهرة، ولكن هناك الآن بعض الدراسات تجري على قدم وساق لفحص دواء يعتقد أنه أبدى بعض النتائج الإيجابية في علاج هذه الظاهرة، ولكن يتوجب علينا انتظار النتائج النهائية لهذه الدراسات.
وهنا أحب أن أستخدم هذه الساحة لأسأل مشايخنا الكرام عن رأيهم في هذه الظاهرة وما يتبعها من هم وقلق لدى بعض المرضى، والذي قد يؤدي بالفرد منهم إلى إعادة الصلوات بتكرار مزعج، أو حتى ترك صلاة الجماعة في المساجد.
--------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د/ خالد محمد أحمد عبد الرحمن..
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي..مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
----------------------------------------------------------------------------
مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله لك العافية والشفاء، والأمر سهل يسير، نسأل الله تعالى أن يرفع عنك وعن كل مصاب بأذى، وقد أفادك الأخ الفاضل الدكتور/ خالد بنصائح طبية مفيدة، وأن الظاهرة لا تدعو إلى القلق من الناحية الطبية، ونحن نزيد من الناحية الشرعية أن نقول لك: الأمر أيضا في غاية اليسر والسهولة من الناحية الشرعية والحمد لله، فالله تعالى يقول في آية الوضوء نفسها: {ما يريد الله ليعجل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}.
والدين يسر، وتعاليمه جاءت سمحة ميسرة للتطبيق وللتنفيذ، وهذا من رحمة الله تعالى بنا وفضله علينا، فنسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شكر هذه النعم.
بالنسبة للطهارة والصلاة في هذه الحالات - أيها الحبيب -: نحن نقول لصاحب هذه القطرات: إن كانت هذه القطرات تستمر في التقاطع والنزول طول الوقت الذي حدده الشرع للصلاة، يعني: صلاة الظهر مثلا: منذ أن يؤذن المؤذنون لصلاة الظهر، إلى أن يؤذن المؤذنون لصلاة العصر، فهذا الوقت كله وقت صلاة الظهر، فإذا كان البول لا ينقطع طوال هذا الوقت، أو ينقطع باضطراب، يعني: لا يدري الإنسان متى سينقطع عنه ومتى سيعود، فهذا النزول مضطرب لديه.
في هاتين الحالتين - في حالة التقاطر المستمر الذي لا يعطي للشخص فرصة تكفي للطهارة والصلاة دون تقاطر، أو كان مضطربا بحيث لا يدري هل سينقطع عنه وقتا يكفيه ليتطهر ويصلي أو لا ينقطع - في هاتين الحالتين نقول للشخص المصاب: إذا دخل الوقت - يعني إذا دخل وقت الصلاة، وأذن المؤذنون للصلاة - فعليك أن تتطهر بالطريقة العادية، يعني: تبول، ثم بعد البول تستنجي، ثم تفعل شيئا يمنع خروج البول من الذكر، بأن تربط عليه شيئا، أو تلصق عليه لاصقة، أو غير ذلك مما يمنع خروج البول وبروزه للخارج، ثم تتوضأ وتصلي، ولا يضرك بعد ذلك لو خرج شيئا أو نزلت قطرات أثناء الصلاة، لأن هذا مما لا تطيقه أنت ولا تستطيعه، والله تعالى يقول: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم}.
وهذا مثل المرأة المستحاضة، يعني التي يستمر نزول الدم منها بعد انتهاء فترة الحيض، فقد أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تتوضأ لكل صلاة، أمرها بأن تتطهر، وبأن تشد خرقة على فرجها، وتتطهر وتصلي، وصاحب سلس البول - يعني قطرات البول المستمرة - يفعل مثلها، كما يقول العلماء.
أما إذا كان المصاب يعلم بأن هذه القطرات ستنقطع وقتا يكفيه لأن يستنجي ويتوضأ ويصلي الفريضة قبل خروج الوقت، يعني: قبل أن يؤذن المؤذنون للصلاة التي تليها في كل الصلوات - عدا الفجر قبل أن تطلع الشمس - إذا كان يعلم أنه قبل أن يخرج وقت الصلاة سيكون لديه وقتا بدون تقاطر يكفيه للوضوء والصلاة؛ فهذا نقول له: يجب عليك أن تنتظر تلك اللحظة، ولو فاتتك الصلاة في الجماعة، فأنت معذور، ولو فاتتك الصلاة في أول الوقت، فأنت معذور، انتظر الزمن الذي ينقطع فيه البول، فإذا انقطع استنجي وتوضأ وصلي.
وبهذا يتضح لك أن الأمور سهلة يسيرة، وأن العبادة سهلها الله تعالى لعباده ويسرها.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.