أمي تحضر أبناء أخي وأختي لمنزلنا مما أفقدنا الخصوصية!

0 43

السؤال

السلام عليكم.

أسكن مع زوجتي في شقة، وتقيم معي أمي بصفة دائمة -والحمد لله- لا توجد مشكلة في ذلك.

المشكلة أن أمي تصر أن تحضر أبناء أخي المقيمين معنا في نفس المنزل ليجلسوا معها طوال اليوم، وهو ما يسبب إزعاجا لي ولزوجتي، ويقضي تماما على خصوصيتنا.

مؤخرا طلبت أمي من أختي أن تأخذ ابنتها الصغرى (3 سنوات) لتقيم معنا بصفة شبه دائمة لتخفف الحمل عن أختي أن لديها ثلاثة أبناء غير هذه الابنة أحدهم مصاب بالتوحد وبالتالي هي تريد أن تخفف عنها، ولكن الوضع في شقتي أصبح صعبا مع وجود أبنائي وبنت أختي الصغرى، وفي أحيانا كثيرة أبناء أخي، أصبحت الشقة دائما غير منظمة وغير هادئة، وخاصة أنني أعمل وقتا طويلا من المنزل ولا أستطيع التركيز.

هل هذا الوضع طبيعي، أم أن الضجر الذي أشعر به مبرر؟ وما أفضل طريقة لحل هذه المشكلة دون جرح مشاعر أمي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك يا -باسم- في موقعك (إسلام ويب) وكم يسرنا تواجدك معنا، ونسأل الله أن يحفظك وأن يديم عليك نعمه ما ظهر منها وما بطن.

أخي الحبيب: نحمد الله إليك هذا النعيم الذي اختصك الله به من بين الناس بأن أبقى لك أما على قيد الحياة، ثم زاد فضل الله عليك بأن جعلها في بيتك تراها صباح مساء، ثم زاد فضل الله عليك بأنك جعلك طالبا رضاها، وإنا والله لنغبطك على هذه النعم، بل لا نرى نعمة في الوجود بعد الإسلام أجمل من وجود أم في كنف ولدها البار.
فالله الله في هذا النعيم، والله الله في هذا الفضل، والله الله في هذا الكرم، نسأل الله أن يمتعك بها، وأن يمتعها بك، وأن يرزقك برها إنه جواد كريم.

أخي لقد ابتلى الله أختكم بمرض ولدها (التوحد) نسأل الله أن يعينها عليه فهذا يحتاج جهدا مضاعفا، وقد عافى الله أولادك من ذلك ونسأل الله أن يديم عليك وعليهم هذا النعيم، لكن في المقابل ما كنا ننتظر منك التضجر مما قامت به والدتك حفظها الله، بل كنا نتوقع منك أن تبادر أنت صلة لرحم أختك، وبرا بوالدتك إلى احتضان ابنتها في بيتك، والتماس الأجر من الله، والتي ليس أقلها زيادة البركة فيه.

أخي الحبيب: إن لك الحق في طلب الحياة الهادئة في بيتك، خاصة وعملك يحتاج إلى تركيز، لكن المرجو منك أن تبحث عن ذلك دون أن تتعرض لفضل الله عليك، أو تتضجر من وجود هذا النعيم عندك، نعم يا أخي هو نعيم فيه رضا والدتك ويكفيك دعاؤها، وفيه صلة رحم أختك ويكفيك برها، وهذا من نعم الله عليك.

إن حديثنا معك يجب أن ينصب في كيفية التعامل مع الوضع الحالي بما لا يغيره ولا يضر والدتك، ولا يؤذيك، وإن هذا ممكن إذا ما تعاونت ووالدتك في ذلك، بأن يكون هذا عن طريق اقتراح المحب لابنت أخته.

احملها وقبلها أمام أمك، وأشعر والدتك أنك سعيد بوجودها عندك، ثم بعد ذلك قل لوالدتك: أريدك أن تساعديني في ضبط أولادي! نعم اجعل الشكوى من أولادك أنت، واختر الوقت المناسب، كأن يشاغب أحدهم مثلا ثم مباشرة تخبر والدتك وتشكو لها ولدك، هنا ستشاركك الوالدة بعض الأفكار، وسيصل إليها المعنى المراد، وستحاول أن تهيأ لك المكان والزمان، وستشعر بتحسن كبير ساعتها ورضا من الله عليك سيغمرك

نسأل الله أن يوفقك وأن يرعاك، ونحن إخوانك في أي وقت راسلنا والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات