كيف أناصحها وهي تمر بظروف صعبة؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

كنت مرتبطا بفتاة منذ زمن، وأكملنا الآن سنتين من يوم فراقنا أو أكثر، وأنا بفضل الله اهتديت وقررت الالتزام في هذه الفترة.

مر الزمن فأخطأت وقررت أن أحادثها فوجدتها تمر بمرحلة سيئة ولديها اكتئاب، وفقدت عددا من صديقاتها، وارتبطت بآخر، ورغم ذلك تكلمنا وتحدثنا طويلا وحكت لي ما تمر به من مشاكل ووساوس واكتئاب، فتحدثت معها ووقفت بجانبها ولم أمتنع عن الحديث معها، بحكم أنها تمر بظروف صعبة وليس هنالك أحد حولها، ورغم أنني غرت من ارتباطها بشخص آخر لكني قاومت نفسي لكي أطمئنها وأساعدها، خصوصا أن من هي على علاقة به وهي لم تصارحه مثلي!

أنا أعلم أن كل هذا من أوله لا يجوز ولا ينفع وحرام، وأيقنت ذلك في نفسي وأريد أن أنصحها أن تترك ذلك الشخص، بل وتتركني أنا نفسي ونتوقف عن الحديث سويا لحرمة هذه الأشياء، لكني أخاف أن أناصحها في هذه الفترة وتصعب الأمور عليها وتصل بها الحالة إلى الأسوأ، خصوصا وهي تقول إنها لم تعد تستطيع التفكير بسوية، ولديها امتحان في هذه الفترة وأفكارها مشتتة ولا ترتاح للحديث مع الناس، وترى أن لا أحد يفهمها، ومن ناحية أخرى أنا أؤمن أن تقواها لله هي الأفضل في كل حال، واستعانتها بالله تغنيها عن كل شيء، وأريد أن أقول لها ذلك ولكن أيضا في نفسي خوف شديد من أن الزمن ليس مناسبا لهذا الكلام.

أفيدوني أفادكم الله وبارك لكم، أرجوكم وبأسرع وقت، وأريد كلاما يساعدني في خطاب النصح الذي سأرسله لها، وهي إنسانة محترمة ومحجبة ولا تصافح وتقبل النصح والإرشاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أخي الفاضل: إننا نحمد لله إليك هذه العودة الكريمة إلى ربك، وهذه التوبة الصادقة، ونسأل الله أن يديمها عليك وأن يحميك من الانتكاسة بعد الاستقامة، فهي أشد وأضر، وعاقبتها وخيمة، أعاذك الله منها.

ثانيا: قد ذكرت أنك تعلم أن مثل تلك المحادثات محرمة، وهذا صحيح لأنه مدخل من مداخل الشيطان وقد لاحظت ذلك حين تغيرت نفسيتك لما علمت أنها على علاقة بغيرك.

ثالثا: قد ذكرت أن الفتاة صالحة وأنها ومحترمة ومحجبة ولا تصافح، وهذا أمر جيد، لكن كيف لمتدينة تفعل ذلك وهي تعلم أن هذا محرم ولا يليق بالمسلمة فعله، إن حلقة مفقودة ولكن نحمد الله أنها على خير وصلاح.

رابعا: أنت لست ملزما شرعا بها، ولا هي من محارمك حتى تستشعر تأنيب الضمير أو المسؤولية، لكنها مسلمة وتحتاج إلى مساعدة، والأصل في المسلم أن يكون عونا للمسلمين بالطرق الشرعية.

خامسا: أمامك أخي عدة خيارات:

1- أن تربطها بأخت صالحة برة تقية، وهي تنصحها وتساعدها، فما دامت الأخت كما ذكرت من التدين فلا بد أنها تعلم أن هذه الأحاديث لا تحل ولا تجوز، وما دام البديل حاضرا فيجب عليها اتباعه.
2- أن ترسل لها رسالة مطولة تعظها فيها، وتطلب منها أن تكف عن محادثة من لا يحل لها، وأن عاقبة ذلك شر، وأن أأمن الناس منها هم أهلها ومحارمها، وبذلك تكون قد برئت ذمتك وأغلقت هذا الباب مطلقا.
3- نريد منك أخي بعد نصيحتها ألا تطيل المسألة، وأن تمسح رقمها من هاتفك، وأن تغير رقم هاتفك حتى يستقيم تدينك ولا يجرك الشيطان عند الضعف إلى ما لا تحب ولا ترضى.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرضى عنك وأن يصرف عنك طرق الغواية، وإنا إخوانك في أي وقت راسلنا، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات