أعاني من خوف وقلق ووساوس عديدة، فهل من علاج لحالتي؟

0 22

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب علم، عمري 22 سنة، أطلب العلم، وأحفظ المتون، وأسمع شروح العلماء...

أعاني من عدة مشاكل كبيرة، أرجو منكم مساعدتي للتخلص منها.

عندي رهاب اجتماعي، أحب أن أكون وحيدا، لا أقدر على التحدث والتعامل مع الناس، وأن أكون اجتماعيا، دائما ما أكون حزينا، وعندي أيضا خوف وقلق شديد من الأماكن المفتوحة، وأخاف من أن أكون في أماكن عامة كالأسواق والأماكن المزدحمة، أو أن أسافر.

عندما أخرج من البيت تأتي إلي الأفكار السلبية ووساوس كثيرة مثل: "لماذا هذا الشخص ينظر إليك؟ يمكن أنه يراقبك، يمكن أن هؤلاء الأشخاص يريدون أن يخطفوك".

أحس دائما بالمراقبة وعدم الأمان في الأماكن العامة، دائما أتلفت، أخاف من الأغراب، وتبدأ نبضات قلبي بالتزايد، خاصة عندما أسمع أخبارا عن التهديد وأخذ المال، أو عندما أسمع أن هناك سارقون في المدينة التي أتواجد بها، خطفوا شخصا أو يهددونه بالقتل عندما لا يدفع الثمن الذي يريدونه، أو عندما أسمع عن قتلهم يزيد الخوف، وتزيد الوساوس والأفكار، فلا أستطيع الخروج من المنزل، ولا أستطيع أن أرد هذه الأفكار عن نفسي، أشتغل بالذكر وقراءة الكتب، لكن الأفكار والوساوس ما تزال موجودة، لا أقدر على ردها، وهذا الشيء يزعجني كثيرا ويضيق علي الحياة.

ماذا أفعل؟ أرجوكم بدأ هذا الشيء يزيد، هل أنا مسحور؟ أو مصاب بالعين؟ أو مصاب بمرض نفسي؟

وما الحل للتخلص منه؟ وهل يوجد علاج دوائي توصوني باستخدامه؟ وهل يوجد علاج غير دوائي؟

أريد منكم أن ترشدوني بكل الطرق.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية أخي الكريم، رسالتك واضحة جدا، فكل ما وصفته يشير إنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة مما يسمى بقلق المخاوف الوسواسي، فيوجد قلق، وتوجد مخاوف، وكذلك نوعا من الوساوس، وشيء من سوء التأويل البسيط.

هذه الحالات كثيرة وهي متداخلة، لا أريدك أبدا أن تفهم أنه لديك ثلاث تشخيصات مختلفة، لا، هو تشخيص واحد متداخل، وكله يقوم على القلق.

أيها الفاضل الكريم: الحمد لله العلاج متوفر، وهنالك علاجا دوائيا، وكذلك العلاج النفسي، وبالنسبة للعين والسحر نحن نؤمن بهما إيمانا كاملا، لكن لا أعتقد أن هذه الحالة لها علاقة بالعين أو السحر، لكن تحوطا -أخي الكريم- أسأل الله أن يحفظك، عليك بالرقية الشرعية، واحرص على أذكار الصباح والمساء، هذه إن شاء الله فيها خير كثير لك.

والعلاجات النفسية تقوم على مبدأ التحقير، وعدم الخوض في هذه الأفكار، وعدم تحليلها؛ لأن التحليل لها والانتباه الشديد لها هذا يزيد من قوتها وحدتها واستحواذها، أما تحقيرها وتجاهلها فهو المطلوب، كل فكرة تأتيك يجب أن تحقرها، تحقيرا تاما، حتى أريدك أن تخاطب الفكرة تقول لها أنت فكرة حقيرة، قل في سرك أنت فكرة حقيرة، أنت تحت قدمي، أنا لن أشغل نفسي بك أبدا، وأريدك كذلك حين تأتي هذه الأفكار استجلب فكرة تكون أفضل منها، فكرة جميلة، أي شيء طيب في حياتك تذكره وقم بتحليله، هذا إن شاء الله تعالى يزيح هذه الأفكار.

وأريدك أيضا أن تتجنب هذه الانعزال الذي تحدثت عنه، ما الذي يجعلك تنعزل من الناس، ولا أريدك أبدا أن تعتقد أنه لديك رهاب اجتماعي، مجرد هذا الاعتقاد في حد ذاته يعطلك كثيرا، هذه مبالغة في المشاعر، وأنت طالب علم أيها -الفاضل الكريم-، اجلس مع المشايخ، اجلس مع الأئمة، كن دائما في الصف الأول في صلاة الجماعة، فهذا نوع من التعريض الإيجابي، مارس رياضة جماعية مع عدد من الشباب ككرة القدم مثلا، التطبيقات العملية الفعلية هي التي تزيل هذا النوع من القلق والمخاوف والوسوسة، هذا هو مجمل العلاج النفسي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي.

وأنقل لك بشرى عظيمة وهي: أن الأدوية فعالة وفعالة جدا، هنالك دواء أساسي يسمى استالبرام وهنالك دواء مساعد يسمى رزبيريادون، الدواء الأول وهو الاستالبرام وهذا هو الاسم العلمي له أسماء تجارية كثيرة أشهرها سبيرالكس، لكن اسأل عنه تحت مسماه العلمي، هنالك حبة تحتوي على 10 مليجرام تبدأ في تناول نصفها أي 5 مليجرام يوميا لمدة أربعة أيام، ثم اجعل الجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة 20 مليجرام يوميا لمدة شهرين، وهذه هي الجرعة العلاجية.

بعد ذلك انتقل للجرعة الوقائية: وهي أن تجعل الجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك توقف عن الدواء بأن تخفض الجرعة إلى 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، وتجنب التوقف المفاجئ.

أما الدواء الثاني فيسمى رزبيريادون، أريدك في تناوله بجرعة 1 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها 2 مليجراما ليلا لمدة شهر آخر، ثم 1 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه أدوية سليمة وفاعلة جدا وغير إدمانية..

أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.. وأشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب، وأبارك لك قدوم الشهر المبارك شهر رمضان، أسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يجعلنا من الصائمين والقائمين.. بارك الله فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات