السؤال
السلام عليكم.
أعاني من حالة غريبة قبل النوم، نبضات سريعة، وتنفس سريع، وكأن قلبي في حلقي، مصحوبا بخوف وارتجاف من البرد، ثم مغص في بطني، وذهبت للحمام -أجلكم الله-، ثم حاولت أن أهدئ نفسي بالشهيق والزفير، والحمد لله خف، ثم نمت.
بعد النوم ب٣ ساعات قمت فزعة خائفة، ونبضات قلبي سريعة، ثم هدأت وأكملت نومي، ثم بعد عدة ساعات جاءتني نفس الحالة ولكن بصورة أخف.
قبل شهور كانت تنتابني حالة خوف ومغص، وأصاب بهبوط في الضغط، فأغير مكاني أو أذهب للحمام، ثم أستلقي على فراشي إلى أن تخف الحالة.
لكن ما حدث بالأمس كان غريبا.
قبل ٤ أشهر أجريت تحاليل شاملة، وكانت نسبة الهيموجلوبين ١٠ ، ومخزون الحديد ٥ ، وفيتامين دال ٧، وغير مستمرة على الأدوية، ولكن هذا الأسبوع بسبب المشاكل الزوجية والقلق تعبت أكثر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، والذي حدث لك هو نوع من قلق المخاوف، ونوبات هرع بسيطة، ومن وجهة نظري هذه الأعراض تعالج من خلال تجاهلها وعدم الاهتمام بها، والحمد لله ليس لديك علة في القلب، إنما المخاوف هي التي تؤدي إلى إفراز مادة تسمى الأدرينالين تفرز من خلال الجهاز العصبي اللإرادي، وحين تفرز هذه المادة عند الخوف يزداد تسارع القلب ليضخ كميات أكبر في الجسم ليستطيع الإنسان أن يكون يقظا ويقاوم الخوف، لكن حقيقة هذا يؤدي إلى زيادة في الخوف.
أنت ذكرت أنك قمت بتهدئة نفسك بالشهيق والزفير، وهذا أمر ممتاز جدا، لكن يجب أن تطبقي هذه التمارين بصورة صحيحة وسليمة، هنالك تمارين كاملة تسمى تمارين الاسترخاء، وبالفعل الشهيق البطيء عن طريق الأنف وأن يكون بقوة، ثم تحصري الهواء في صدرك لمدة 4 ثواني مثلا، ثم يكون الزفير عن طريق الفم بكل قوة وبطء أيضا لمدة 7 إلى 8 ثوان كالشهيق، وهذا التمرين يكرر 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح وفي المساء، ولا بد أن يطبق في مكان هادئ في داخل الغرفة تكون الإضاءة منخفضة، تكون على السرير، تتأملين في شيء طيب وجميل، تغلقين عينيك وتفتحين فمك قليلا، ويكون هنالك نوع من التأمل والاسترخاء الذهني والجسدي، يمكن لأحد المختصين أن يدربك على هذه التمارين، أو يمكنك أن تطلعي على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.
توجد أيضا بجانب تمارين التنفس تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها هذا أيضا مريح جدا، فأرجو أن تحرصي على تمارين الاسترخاء، وأنا أؤكد لك أنه بمجرد تطبيقها سوف تحسين براحة كاملة إن شاء الله تعالى، هنالك أدوية بسيطة مفيدة سوف تستفيدين منها كثير، هنالك دواء يسمى سيبرالكس ودواء آخر يسمى زوالفت هذه من أطيب الأدوية التي تعالج قلق المخاوف من هذا النوع الذي يحدث لك، وتتميز هذه الأدوية أنها غير إدمانية وغير تعودية.
أنا سأقترح عليك دواء اسمه سيبرالكس أراه سيفيدك جدا، وإن أردت أن تستشير طبيبك، فهذا أيضا أمر جيد، جرعة السيبرالكس والذي يسمى استالبرام هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام يوميا أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجراما، تناولي جرعة البداية هذه لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة 10 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ولا تحتاجين لأكثر من ذلك، وبالمناسبة 10 مليجرام هي الجرعة الصغرى، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر خفضي الجرعة إلى نصف حبة، أي 5 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
الدواء كما ذكرت لك غير إدماني غير تعودي، ممتاز جدا وفي ذات الوقت أيضا لا يؤثر أبدا على الهرمونات النسائية، لا بد أن تجتهدي وتحسني الأكل، انتظمي على الوجبات الثلاثة وركزي على البروتين ويا حبذا أيضا لو أخذت حبوب حديد ولا بد أيضا أن تعوضي فيتامين د هذا مهم جدا، لا تنزعجي إن شاء الله كل شيء يمشي على خير وكوني إنسانة طويلة البال ولا تتوتري، وحافظي على زواجك من خلال المعاملة الطيبة لزوجك..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.