السؤال
السلام عليكم.
أنا مسلم، أعيش في الغرب، ولي أصدقاء غير مسلمين، ولكنهم مهتمون بالإسلام وبالعلوم والنظريات، وقد طرحو علي سؤالا، لكني لم أستطع أن أجيب عنه، وقالوا لي: هل الله يستطيع أن يخلق تنينا ينفث النار كما في الروايات؟
السلام عليكم.
أنا مسلم، أعيش في الغرب، ولي أصدقاء غير مسلمين، ولكنهم مهتمون بالإسلام وبالعلوم والنظريات، وقد طرحو علي سؤالا، لكني لم أستطع أن أجيب عنه، وقالوا لي: هل الله يستطيع أن يخلق تنينا ينفث النار كما في الروايات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.
وقبل الإجابة - أيها الحبيب - عن هذا السؤال بخصوصه نود أن نذكرك بالمنهج الذي رسمه النبي -صلى الله عليه وسلم- للإنسان المسلم، فالإنسان المسلم إنسان حريص على ما مكنه الله تعالى من الوقت والقدرات؛ لأنه إنسان يؤمن بأهداف كبرى وبدار أخرى وبحياة بعد هذه الحياة، ومن ثم فهو مشتغل بخدمة هذه الأهداف والاستعداد لتلك الحياة، حريص على توظيف ما آتاه الله تعالى من القدرات على ما ينفعه في تحقيق أهدافه والاستعداد لتلك الحياة الطيبة الدائمة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، ويقول: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) أي: يخسر فيهما كثير من الناس (الصحة والفراغ).
فالاهتداء بهذا الهدي النبوي سيجعل من الإنسان إنسانا منتجا نافعا لنفسه ونافعا لأمته، وسيحكم أيضا همومه وأشغاله، وسيرتب لديه الأولويات التي ينبغي أن يشتغل بها، ومن ذلك: الجانب المعرفي، سيملي عليه هذا المنهج ترتيب الجانب المعرفي الذي ينبغي أن يسلكه ويحصله، وما هي المعارف التي ينبغي أن تقدم ويسعى الإنسان لتحصيلها ومعرفتها، وما هي المعارف التي ينبغي أن تؤخر، فكل معرفة تفيد في دين أو دنيا فهي محل اهتمام المسلم واعتنائه بها.
أما المعارف التي لا طائل من ورائها ولا منفعة فيها فإن شأن الإنسان المسلم التغافل عنها والتجاهل لها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين في القرآن الكريم أهل الفلاح وأهل الجنة فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون} واللغو هو الذي لا فائدة فيه.
هذا المنهج - أيها الحبيب - منهج مؤثر في حياتنا، موجه لتصرفاتنا، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لسلوكه والحرص عليه.
وأما بخصوص هذا السؤال وهو: هل الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يخلق التنين ينفث النار؟ فالجواب: الله تعالى على كل شيء قدير، كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم، والله سبحانه وتعالى هو خالق النار، وهو سبحانه وتعالى يخلقها في مواطن يستبعد صدور النار منها، {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون}، فالذي خلق النار من الشجر الأخضر قادر على أن يخلق النار في غير ذلك، فما المستغرب؟! وما هو المستبعد؟! والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.