اكتشفت أن أخي يكلم فتاة، فهل أخبر أهلي؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.

منذ فترة ذهبت لغرفة أخي الأكبر عمره 30 سنة، كان هاتفه مفتوح الرمز لأنه كان يحمل ملفات لهاتف، وكان هو خارج المنزل، رفعت الشاشة حتى أتأكد من المتصل، ظهرت لي رسالة كانت صورة ملفها لفتاة محجبة تخبره في الرسالة أنها استيقظت، وكانت أختي الكبرى واقفة معي، وظننا أنه ربما يواعد هذه الفتاة سرا، وهذا محرم في ديننا الإسلام.

فهل أخبر أهلي عنه أم أستر عليه؟ فمن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، وقد تكون له نية في الزواج منها، وسبق أن خطب فتاة لا نعرفها من منطقة أخرى، لكن أمي رفضت ولم ترض عنها، وأخي غضب حينها، ولا يكلم والدتي بطريقة محترمة منذ ذلك الوقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fofa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، فإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف سيئها إلا هو سحبانه.

نحن سعداء جدا بتواصل أمثالك من بناتنا في الموقع، والسؤال من الناحية الشرعية، والاهتمام بالأمور المحرمة والحلال في الشريعة، لأن المؤمن ينبغي أن يتفقه في دينه حتى لا يقع فيما يغضب الله، وفي مثل هذه الأحوال يجب الستر على هذه الصورة التي تمت مشاهدتها في جوال هذا الأخ الشقيق، فإن كتمان مثل هذه الأشياء والستر عليها مما يعين الأخ ويعينكم جميعا على الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكون الأمر إلى خير، وأيضا سعدنا بأنكم أحسنتم الظن، فربما هو يريد أن يخطبها أو يرتبط بها أو يتعرف على أهلها، ونتمنى أيضا أن يلتزم هذا الأخ بقواعد وضوابط الشرع التي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

إذا ليس أمامك وأمام هذه الشقيقة التي شاهدت الصورة إلا الستر على الأخ، وإن استطاعت الأخت الكبيرة أن توصل له رسالة أنها على الاستعداد أن تساعده في حال رغبته في الزواج وأنها تعرف بنات صالحات، وعندها سيتكلم معها، ويذكر مثل هذه الأمور، فعندها يمكن أن تأتي النصيحة في سياقها المناسب، بدون الإشارة إلى أنكم عرفتم بأمر الرسالة، كي لا تسوء الأمور.

أما هذا الذي حدث فليس من المصلحة ذكر هذا لأي شخص من الناس، أو لأي أحد من الناس، خاصة الوالدة، حتى لا تزداد الأمور سوءا، ونسأل الله أن يهدينا جميعا للخير، وأن يعيننا على تجنب تتبع العثرات، إن ظهرت لنا عيوب أو نقائص فإن الشريعة دعت إلى أن يستر الإنسان على نفسه ويستر على غيره، بل إن الكريم العظيم يبشر من يستر مسلما بأن يستره الله يوم القيامة: (ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).

وما حدث بين الوالد والوالدة وهذا الأخ الكبير أيضا ينبغي أن تطلبوا من الوالدة ومن الطرفين - خاصة من الأخ - أن يلطفوا الأجواء، وأن تعاد الأمور إلى نصابها، وطبعا من حق الوالدة أن تعترض على الاختيارات، لكن في النهاية إذا كان هذا الاختيار مبنيا على قواعد شرعية صحيحة ولم يكن في الفتاة التي اختارها عيب، وكانت صاحبة دين، ومن أسرة طيبة، فليس أمامنا إلا أن نوافقه على ذلك، لأنه صاحب المصلحة، وهو الذي يختار الفتاة التي يمكن أن تسعده ويسعدها، ونسأل الله أن يعينه على الخير.

وننبه أيضا إلى أهمية الحرص على بر الوالدين، والإحسان إليهم، وإذا كان هناك مجال في الإصلاح وتشجيعه على بر الوالدة، والتلطف والتواصل معها، رغم كل ما يحصل فتظل الوالدة رغما عنا فهي والدة، والبر عبادة لله تبارك وتعالى، وواجب شرعي تجاهنا، وحق للآباء في كل الأحوال، قصروا أو لم يقصروا، أغضبونا أو أفرحونا، ينبغي أن نظل في بر لهم لا ينقطع في حياتهم وبعد مماتهم.

نسأل الله لنا ولكم ولهذا الأخ التوفيق والستر والعافية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات