السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في المدرسة، ولدي صديقة -ليست في مدرستي- ولكنها صديقتي منذ ثلاث سنوات، اكتشفت أنها تتحدث مع الرجال -هاتفيا-، ومهما نصحتها فلم يفد ذلك، وقالت لي إنني يجب علي أن لا أتدخل في هذه الأمور، وأنها فقط تريدني أن أبقى صديقتها.
أنا أفكر بأن أقطع علاقتي بها؛ لأنها يمكن أن تؤثر علي أو تغيرني، حتى أنها تركت لبس العباءة، فبماذا تنصحوني ؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.
لقد أصبت - أيتها البنت العزيزة - حين تتخوفين من تأثير صديقتك عليك، وهذا دلالة على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا وتوفيقا، والصاحب - بلا شك - تأثيره على صاحبه كبير، والناس يقولون في كلامهم: (الصاحب ساحب)، والرسول صلى الله عليه وسلم قد عبر عن هذا المعنى بأبلغ تعبير وأحسنه، فقال عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، والخليل يعني: الحبيب، والصديق، والصاحب. فلا بد من اختيار الأصدقاء، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: (فلينظر أحدكم من يخالل).
وتواصلك مع هذه الصديقة أو قطع التواصل معها أمر مرتبط بمدى قدرتك على التأثير عليها أو التأثر بها، فالأصل أنك إذا كنت قادرة على التأثير عليها وإصلاحها ونصحها فينبغي لك أن تتواصلي معها لإصلاحها ونصحها، لأن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولأنك إذا فعلت ذلك ستكونين قائمة بعبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإسداء النصح لهذه المسلمة، وغير ذلك من العبادات الجليلة، هذا كله إذا كنت قادرة فعلا على التأثير عليها أو على الأقل قادرة على أن تحافظي على نفسك في مأمن من أن تؤثر عليك، فتنجري وراءها وتقعي فيما حرم الله تعالى عليك.
أما إذا كان الحال هو الآخر، وهو أنك متعرضة لأن تتأثري بها وأن تأخذي منها مخالفاتها، بدل من أن تصححي لها هذه المخالفات، إذا كان الأمر كذلك فإن عليك أن تبتعدي عن هذه الصديقة، وتحافظي على دينك والتزامك وحجابك، وتحفظي نفسك من أن تجرك هذه الفتاة إلى ما لا تحمد عاقبته، وهذا خطر حقيقي ربما أنت الآن لا تدركين أبعاده ولا تعرفين مدى ضرره وخطره، ولهذا فالخير لك أن تبتعدي عن مصاحبة هذه الفتاة، ولكن يبقى السلام إذا لقيتها فتسلمين عليها، فإنه بهذا ينتفي الهجر.
ومع هذا إذا كنت تخشين على نفسك أي إفساد منها لك فإنه ينبغي لك أن تقطعي التواصل معها بالكلية؛ لأن حفظ نفسك وحفظ دينك والتزامك فرض عليك.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.