السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على الجميل هذا.
أعاني من أعراض لم يجد لها الأطباء حلا حتى الآن، بدأت مشكلتي بتعب في العينين، تطور إلى صعوبات في الإبصار، وخوف شديد من الضوء.
زرت عدة أطباء للعيون، واستعملت الكثير من الأدوية لكن بدون فائدة، عانيت لمدة ٥ أشهر وكنت أبكي كثيرا لأنني كنت عاجزا عن أداء مهامي اليومية، ولأن الضوء كان يسبب لي هيجانا عصبيا.
أحببت البكاء لأن الدموع كانت تريح عيني نسبيا، بعدها بدأت تظهر علي أعراض غريبة لم أحسها من قبل مثل: الدوخة، فقدان التوازن، تنمل في الأطراف خاصة السفلية، عدت لزيارة الأطباء مرة أخرى، ولكن بلا نتيجة.
اختفت تدريجيا مشكلة العين والتنمل، لكن ظهرت معضلة أخرى والتي ما زالت تلازمني حتى الآن، والتي جعلتني أفقد عملي وأجلس في البيت كعجوز في خريف العمر، المعضلة هي تعب شديد يبدأ من الصدر وينتشر في باقي الجسم.
أحس بضغط دائم في الصدر، يزداد مع المجهود مع صعوبة في التنفس والحديث، وألم في الصدر يزداد مع المجهود، عملت جميع التحاليل: تحاليل الدم، أشعة الصدر، cardiogram ecogram، وفحص المجهود، و في الأخير سكانير بإدخال مادة مشعة لفحص شرايين القلب، وكل التحاليل كانت سلبية.
الآن أتابع مع طبيب نفسي منذ ٨ أشهر، أعطاني دواء يسمى دولوكستين، وزاد في الجرعات لعدة مرات لكن دون نتيجة حتى الآن.
أرجوكم أفيدوني في حالتي هذه، لقد تعبت من عجزي هذا، عدت أكثر من سنة وأنا أعاني من هذه الأعراض، لم أعد أقوى على فعل أي مجهود، صرت شيخا هرما.
سامحوني لأنني أطلت عليكم كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه حالة يطلق عليها متلازمة الألم المزمن chronic pain syndrome، أو chronic primary pain، أي حالة من الألم المزمن ليس لها سبب محدد وتشمل جزءا نفسيا، وهو الشعور بالاكتئاب والزهد في الحياة، وتشمل جزءا عضويا، وهو الشعور بالألم وفقدان الطاقة، وتشمل جزءا اجتماعيا، وهو فقدان العمل، أو عدم القدرة على أدائه.
والسبب غير واضح في كثير من الأحيان، ولكن النقص الحاد في فيتامين D، ونقص فيتامين B12، بالإضافة إلى الأرق وعدم أخذ قسط كاف من النوم، يحرم الجسم من المواد المسكنة القوية التي يفرزها الجسم ليلا، كل ذلك يؤدي إلى الكثير من الآلام التي يصعب تفسيرها.
لذلك من المهم أخذ حقنة فييتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية في العضل، وتكرارها بعد شهر، ثم أخذ الكبسولات الأسبوعية من فيتامين D 3 أيضا جرعة 50.000 وحدة دولية لمدة 4 شهور بعد ذلك، لتعويض الناقص من ذلك الفيتامين، مع أهمية التعرض لأشعة الشمس المباشرة؛ لأن فيتامين D موجود تحت الجلد بصورة خاملة، ويحتاج أشعة الشمس لتنشيطه نصف ساعة يوميا، ويحتاج ذلك إلى الإكثار من شرب الحليب، وتناول منتجات الألبان للحصول على الكالسيوم المهم لحيوية وسلامة العظام.
كذلك من المهم فحص فيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص وظائف الغدة الدرقية حيث أن الكسل في وظائف الغدة يؤدي إلى الشعور بالألم والخمول والإمساك، وأخذ العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، وفي حال وجود نقص في فيتامين B12 فإن العلاج هو حقن B12 جرعة 1000 mcg في العضل أسبوعيا لمدة 6 أسابيع.
وهناك ما يعرف ب Physical Therapy الذي يعتمد على الحمامات الباردة، والحمامات الساخنة بالتناوب، ويمكنك الاستحمام بالماء البارد عن طريق التدرج في برودة الماء من الساخن إلى الفاتر، حتى تتعود الخلايا على ذلك، ثم زيادة برودة الماء التدريجية حتى الوصول إلى درجة برودة معقولة يتحملها الجسم؛ لأن الحمام البارد ينشط الدورة الدموية ويعالج الألم، وكذلك الحمام الساخن يساعد في ارتخاء وراحة عضلات الجسم.
ومما قد يساعد في علاج متلازمة الألم المزمن تناول مضادات الاكتئاب، مثل بروزاك أو سيبراليكس، أو الاستمرار على دواء دوليكستين الموصوف ولكن لمدة لا تقل عن عام كامل.
كذلك فإن العلاج بالمساج يساعد كثيرا على التخلص من تلك الآلام المزمنة، مع تناول كبسولات مسكنة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة 7 أيام، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.
وفقك الله لما فيه الخير.