السؤال
السلام عليكم
كنت أتكلم مع شاب بالفيس بوك، وكنا على علاقة جدية، ونهايتها تكون الزواج، بعد أن تركته صليت صلاة الاستخارة عدة مرات، وكل مرة أشعر بأنه من نصيبي، فرجعت له خلال هذه الفترة، وصليت استخارة مرة، وتركته بسبب حلم.
أنا أحبه، وصليت عدة مرات صلاة استخارة، وآخرها يوم الجمعة، وبعدها بكيت كثيرا قبل نومي، ولا أستطيع النوم بالليل، بعدها شعرت باطمئنان وانشراح صدر، ولكن في الصباح حلمت بحلم، وأتذكر آخره وهو أن أسناني العلوية نصفها سقطت فجأة.
سؤالي: هل هو من نصيبي أو لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.
بداية نحن لا ننصح بالاستمرار في التواصل مع الشاب المذكور، ونؤكد أن هذا فيه صعوبة، لكن هذه الصعوبة أهون وأسهل بكثير مما قد يترتب على عدم حصول الارتباط من آلام ومن خدوش تؤثر على مسيرتك الأسرية واستقرارك النفسي.
عليه أرجو من أي فتاة إذا تعرفت على شاب أو تعرف شاب على فتاة عبر وسائل التواصل؛ فأول ما نوصيهم به هو أن يتوقفوا، ثم بعد ذلك يكون التواصل عن طريق مجيء الشاب للبيوت من الأبواب، ومقابلة الأهل الأحباب، لأن هذه أول وأهم الخطوات، لأنه بهذا يتحقق إمكانية الارتباط، فمن العذاب ومن الصعوبة لأي فتاة أن ترتبط بشاب وتتعلق به ثم يحال بينها وبينه، ثم لا يكون عنده استعداد أو قدرة أو رضا من أهله بإكمال المشوار، وهذا يجلب إشكالات كبيرة جدا بالنسبة للفتاة وبالنسبة للشاب أيضا، لكن لكون المرأة أشد عاطفة فإنها المتؤثر الأكبر والمتضرر الأكبر.
عليه: نوصيك بما يلي:
أولا: التوقف تماما عن التواصل مع الشاب.
ثانيا: الحرص على الإقبال على الحياة في صورتها الطبيعية وليس عبر الشبكة العنكبوتية.
ثالثا: اغتنام فرصة حلول شهر رمضان في التقرب إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة من أي تجاوزات إن كانت قد حصلت تجاوزات، وإن كان مجرد الاستمرار في التواصل مع شاب أجنبي إلى درجة توصل لهذا الارتباط هو في حد ذاته إشكال من الناحية الشرعية.
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ومرت علينا الكثير من قصص علاقات بدأت بدايات طيبة نظيفة جدا وعفيفة جدا، بل فيها تواصي بالحق والخير والأمر بالمعروف، لكنها تنتهي بنهايات مظلمة، لأن الشيطان يستدرج ضحاياه.
أما بالنسبة لما تشاهدينه من أحلام؛ فهذا واضح أنها مجرد أحلام، يعني الأمر الذي يفكر فيه الإنسان يأتيه في نومه، فهذه أضغاث أحلام، وعلى كل حال لا مانع من أن تعرضيها على أهل الاختصاص، ونحن لسنا من أهل الاختصاص في تعبير الرؤى والأحلام، ولكن الذي نقوله: متى ما اتقيت الله في اليقظة لن يضرك ما تشاهدينه أثناء النوم.
لا مانع من عرضها على من يعبر هذه الرؤى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأنت في مقام بناتنا ونصحنا لك ألا تؤسسي أي علاقة إلا في الواقع الطبيعي وإلا مع من يبدأ هو بطرق الباب أو التعبير عن رغبته، وإذا وصلتك مثل هذه الرغبة فأول الخطوات هي أن تعطيه أرقام محارمك - الأخ، العم، الخال، الوالد - يعني حتى يتواصل معهم، من أجل أن تتأكدي بداية إمكانية إكمال المشوار معه، وطبعا سيطالبونه بأن يأتي بأهله، ويتعرفوا عليه، وهذا هو أكبر دلائل جدية أي شاب يتقدم لفتاة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.