السؤال
السلام عليكم.
أريد اتخاذ القرار، أنا لست جميلة عكس أهلي، فلم يتقدم لخطبتي الكثير، قبلت بزوجي وفقا لما رأته أمي وأخواتها من صفاته الحسنة، وبموافقة الجميع وافقت، ولم أحبه، وتركت أمري لله من حيث اكتمال هذا الزواج أم لا، وقد اكتمل منذ 8 أشهر.
بعد الزواج وجدت به بعض الاضطرابات النفسية، حيث كان والداه منفصلين، وكان محروما من أشياء كثيرة، فكان يحاول أن يجعل الزواج كما يرى، ليتجنب ما عاشه في الماضي، لم أشعر بالحب نحوه ولا بسعادة تجاهه أو منه، حيث كان يقوم بضربي كثيرا، ويريد مني طاعته ولو بالخطأ، كان يقول إنه غير منتظم في الصلاة، وإنه أراد الزواج بي لأساعده في إصلاح نفسه، وبالفعل أصبح يصلي، ثم ترك الصلاة بحجة أنه لا يجد الوقت الكافي لها، ويفكر بنفسه طوال الوقت من راحة وسعادة وطعام وشراب ومال، ولا يشغل تفكيره بي، حتى أنه كان يظن أن من حقه الجماع في نهار رمضان، فوضحت له أنه حرام من كتب فقه السنة.
لا أعرف عن أحواله، ولا هو يعرف عني شيئا، يتركني كثيرا في بيت أهلي ويعيش لوحده، أو نكون في نفس المنزل وكل منا في غرفته، يتذكرني وقت الجماع فقط، يتعالى طوال الوقت، والمهم نفسه فقط.
بالإضافة أن والدته توقع بيني وبينه كثيرا، أراد الله أن أحمل منه بعد زواجي بشهر، ثم أراد أيضا عدم اكتماله، بعد الإجهاض بأيام تحجج زوجي بشعوره الدائم بعدم حبي فطلقني، ثم ردني إليه، بعدها كان لطيفا ثم عاد لطباعه، حاولت عدم الإنجاب، ولكن إرادة الله غالبة، أنا الآن في الشهر الثالث، ولا أريد ذلك الحمل، وأخشى الله لأنها روح، وزوجي تركني، وأريد الطلاق، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ebtesam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يكتب لك السعادة، وييسر لك أمورك، ويصلح ما بينك وبين زوجك من علاقة، ويؤلف بينكما.
ثانيا: نذكرك - أيتها البنت الكريمة - بأن أقدار الله سبحانه وتعالى جارية بما فيه مصلحة هذا الإنسان، العاجلة أو الآجلة، وأن الإنسان قد يكره بعض هذه المقادير، ولكن فيها خير كثير له وهو لا يشعر، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فينبغي أن تدركي بأن ما قدره الله تعالى لك من الزواج بهذا الرجل لعله الخير لك، والزواج بلا شك ولا ريب خير من البقاء بدونه، وكوني على ثقة ويقين - أيتها البنت العزيزة - بأن الشيطان يحرص كل الحرص على تفريق الزوجين وهدم الأسرة بعد بنائها، وأن هذه الوظيفة هي أعظم الوظائف التي يسعى إليها هو وجنوده، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا في الأحاديث الصحيحة عن هذا المكر الشيطاني، وأن أحب جنود الشيطان إليه هو الذي يفرق بين الرجل وزوجته.
ولهذا ما قد تجدينه من مشاعر نحو زوجك وما يحاول الشيطان أن يلقيه في قلبك من النفرة من زوجك قد يكون السبب الأكبر فيه هو هذا، فينبغي أن تكوني متفقهة متيقظة لهذا، وعلاج هذا أن تتذكري وأن تديمي النظر دائما في الجوانب الإيجابية والمحاسن التي يتمتع بها زوجك، ولا شك أنك ستجدين كثيرا من هذه المحاسن والإيجابيات، وهذا من شأنه أن يخفف هذا النفور الموجود في قلبك من زوجك، ويدفعك نحو التودد إليه والتقرب منه، وإذا فعلت ذلك فإن ذلك سبب أكيد في جذب قلبه إليك، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
فنصيحتنا لك أن تحافظي على أسرتك، وألا تسعي في هدمها بالطلاق، ما دام لا يوجد ما يدعو إلى الطلاق، وما دام زوجك قد راجعك بعد الطلاق الأول وكان لطيفا معك فإن هذا يؤكد أنه حينما تبذلين وسعك وجهدك في التحبب إليه والتلطف في معاملته؛ فإنه سيقبل التغيير.
وأما ما ذكرت من فعل المحرمات والمعاصي؛ فنعم، ليس له طاعة عليك فيما حرم الله تعالى، والواجب عليكما التناصح والتعاون على البر والتقوى، ونأمل -إن شاء الله- في المستقبل أن نسمع منك أخبارا طيبة عن تحسن الأحوال وتغيرها إلى الأفضل -بإذن الله-.
نسأل الله أن يقدر لك الخير.