السؤال
السلام عليكم.
كتبت لكم قبل مدة ولكن لم تجيبوني، ربما أخطأت بكتابة البريد.
قبل ثلاث سنوات تعرضت لشدة نفسية أثرت كثيرا على كل مناحي حياتي، وسببت لي العديد من المشاكل الصحية والنفسية، أحدها أنني أصبت حينها باضطراب الإثارة التناسلية المستمرة، وقرأت أنها تأتي بعد التعرض للصدمات أو ترك العادة.
علما بأني كنت قبل التعرض للشدة قد تركت العادة لفترة جيدة، ولكني عدت لها بعد ذلك للأسف بسبب الاضطراب، طول هذه المدة وأنا أشعر بضغط على أعصابي التناسلية، ولم أخبر أحدا بذلك.
شعرت منذ أكثر من نحو شهرين فجأة بخدر في أعصابي التناسلية، وأردافي وجانبي بطني، وأطرافي ووجهي، رافقها حينها دوخة وضيق في التنفس، وتضخم في الأطراف، وتشويش في النظر، وإلى الآن ما زلت أشعر أن هناك مشكلة في أعصابي، وأشعر بوخز وتنميل في مختلف أنحاء جسمي.
بحثت ووجدت أنها أعراض التصلب اللويحي، هل هذا صحيح؟ وهل هناك أمل في الشفاء لو كان كذلك؟ لأني قرأت أن هذا المرض ليس له علاج، وأنا لا أستطيع تحمل المزيد من الصدمات في حياتي وطاقتي مستنزفة.
ذهبت إلى طبيب عام قبل ثلاث أسابيع عندما كنت في إجازة حيث يسكن أهلي وأخبرني أنها مجرد أمور نفسية وليست عضوية ورفض تحويلي إلى طبيب أعصاب.
أنا متأكدة أن المشكلة ليست فقط كذلك، وأكثر ما أخشاه لو كنت مصابة بالتصلب أنني لن أستطيع الزواج، محبطة جدا، أشعر أن المشاكل انهملت علي ولا أذكر أني فعلت إثما كبيرا كي أتعرض لكل هذا.
أعود إلى الله باستمرار، ولكن سرعان ما أنتكس ثانية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابنتي في الشبكة الإسلامية إسلام ويب في أي وقت ونحن هناك لنقف داعمين لكل من يطلب المشورة والدعم، وندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة، ومن قال إن المعاناة من الأمراض دائما هي عقوبة من الله على ذنب أو ذنوب اقترفتها فهذا غير صحيح، بل أحيانا يكون الألم تذكرة بالله سبحانه وتعالى، وزيادة في الحسنات.
في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من يرد الله به خيرا يصب منه رواه البخاري. وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه متفق عليه.
من المعروف أن العادة السرية تورث الشعور بالاكتئاب والألم، وتورث الانطواء وضعف الشخصية، وتؤدي إلى التهاب المسالك البولية والتهاب الفرج، خصوصا في حال وجود إفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء، كما أنها تؤدي إلى الأرق وعدم أخذ قسط كاف من النوم، وتؤثر على المستوى الدراسي، وتبعد الشاب أو الفتاة عن الصلاة والقرآن، وهما يمثلان الملاذ الآمن في هذا الزمان من الأمراض النفسية ومن الاكتئاب.
التصلب اللويحي أحد أمراض جهاز المناعة autoimmune disease حيث يتأثر العازل المغطي للخلايا العصبية neurons والألياف العصبية الخارجة منها axons لنقل الرسائل العصبية من خلية إلى أخرى، وتصبح الأعصاب مثل أسلاك الكهرباء المكشوفة، مما يؤدي إلى عدم انتقال الرسائل العصبية بشكل جيد.
مما يميز المرض الرؤية المزدوجة double vision والزغللة في العيون بسبب التهاب العصب البصري مع آلام في العضلات، والتنميل، وتأثر الكلام في بعض الأوقات، مع عدم الاتزان في بعض الأحيان ataxia والصعوبة في المشي وقد ذكرت لك هذه الأعراض فقط ليطمئن قلبك، بأنه لا علاقة بين ما تعانيه من آلام وبين التصلب اللويحي.
من المهم أن نعلم بأن فقر الدم أو النيميا ونقص فيتامينD ونقص فيتامين B12 وكسل وظائف الغدة الدرقية كل ذلك يؤدي إلى ضعف ووهن العظام، وإلى الشعور بالألم والصداع، ولا مانع من إجراء فحص صورة دم وفيتامين D وفيتامين B12 وفحص وظائف الغدة TSH & FT4 وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
مع أهمية التوقف عن العادة السرية، خصوصا ونحن مقبلون على شهر رمضان، مع ضبط ساعات النوم، والالتزام بمواقيت الصلاة، وجعل ورد القرآن من الأولويات، مع الاستعانة بالذكر والدعاء، وسيمن الله عليك بالعافية، ولا مانع من تناول كبسولات مسكنة للألم عند الضرورة، مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا، وكبسولات Myolgin ثلاث مرات بعد الأكل لعدة أيام.
وفقك الله لما فيه الخير.