التهاب المسالك البولية هل لها علاج؟

0 36

السؤال

السلام عليكم.

لدي التهاب مزمن في البربخ، وكذلك التهاب البروستاتا، والتهاب الحويصلة الثنائي، وأعاني من ألم في أسفل الظهر والفخذ الأيسر، والخصية، وأخيرا قمت ببعض التحاليل فتم تشخيص حالتي بذلك، مع العلم أنا متزوج، ولم أرزق بأطفال نسبة لانعدام الحيونات المنوية في السائل المنوي، علما بأن الخصية تنتج حيونات منوية وتصل إلى البربخ، ولكنها لا تخرج مع السائل.

سؤالي: هل يوجد علاج لحالتي؟ للعلم أخذت حقن ماكسيبيم ١جم، وجارميين، وبعض المضادات وما زلت أشعر بالألم، فهل يوجد علاج لحالتي من هذه الالتهابات؟ وهل الالتهابات تمنع خروج الحيوانات المنوية؟ أرجو إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما سبب الالتهاب المزمن في البربخ؟ هل هو عائد إلى التهابات تناسلية سابقة في فترة عزوبيتك؟ أنا أسأل هذا السؤال لأن مسارات العلاج تأخذ منحنى ثانيا إذا كانت الإجابة بنعم.

للتخلص من الالتهابات المزمنة يتوجب عليك أن تأخذ مضادات حيوية تغطي كل أنواع مسببات الالتهابات لمدة طويلة تتجاوز الستة أو الثمانية أسابيع، ويتوجب على طبيبك أن يبحث عن مسببات نادرة لمثل هده الالتهابات، مثل اليوريا بلازما والمايكوبلازما والبروسيلوسس أو الحمى المالطية وحتى التدرن الرئوي.

أما إذا ما استمر تضخم البربخ وتحجره فإننا قد نلجأ أحيانا لأخذ عينة منه وتحليلها في المختبر النسيجي؛ لمعرفة مسبب الالتهابات المزمنة، وبطبيعة الحال طالما هناك التهابات مزمنة فإنها قد تؤدي إلى تأخر الإنجاب وانسداد الأنابيب الدقيقة.

طبعا هناك الكثير من الأمور الناقصة والتي لم تتضمنها رسالتك مثل: هل تعاني من مشاكل وراثية أو متعلقة بالحمض النووي؟ وكذلك هل لديك مضادات حيوية ذاتية ضد حيواناتك المنوية؟ وهل لدى زوجتك رفض لقبول حيواناتك المنوية؟ وهل تعاني هي نفسها من المشاكل التي تؤدي إلى تأخير الإنجاب؟ وبعد ذلك نبحث عن مستويات هرمونات الذكورة والحليب والهورمون الأنثوي لديك.

وهل أجريت خزعة للخصية؟ أي أخذ عينة من الخصية للتأكد من عملها بالضبط؟ فإن انعدام الحيوانات المنوية في النطف المقذوفة يعزى إلى سببين رئيسيين، أولهما: أن تكون الخصية تعمل بصورة طبيعية، ولكن الأنابيب الدقيقة في منطقة البربخ أو بعدها في منطقة الحويصلات المنوية مسدودة، ولا تسمح للحيوانات المنوية للخروج مع النطفة.

والسبب الثاني لانعدام الحيوانات المنوية في النطفة يكون عائدا إلى أن تكون الخصية نفسها ضعيفة أو فاشلة، ولا تكون حيوانات منوية بالمرة، أو أن تكون كميات ضئيلة جدا وغير كافية لتواجد الحيوانات المنوية في النطفة، وفي هذه الحالة يكون هناك بالإضافة إلى انعدام الحيوانات المنوية في النطفة ارتفاع حاد في مستويات ال LH , FSH في الدم.

وعند إجراء الفحص للسائل المنوي فإننا نبحث عن وجود الفركتوز وقلوية النطفة وحجمها والتي هي من صميم عمل الحويصلات المنوية؛ لأن انعدام الفركتوز وهو السكر الذي تعتمد عليه الحيوانات المنوية الناضجة للغذاء، أو عدم قلوية النطفة، أو النقص الحاد في حجمها يشير إلى مشكلة في منطقة الحويصلات المنوية التي هي مصدر الثلاث قراءات السابقة، ويمكن معاينتها باستخدام الموجات الصوتية عن طريق الشرج، وإجراء منظار تشخيصي للإحليل وعنق المثانة، ومنطقة البروستاتا، ومنطقة فتحات خروج المني في الفيرو مونتانم.

وفي الظروف المثالية كانعدام الالتهابات المزمنة لديك مع تشخيص الانسداد، فإننا نجري عمليات دقيقة باستخدام المجهر لتوصيل القنوات غير المسدودة بمناطق مفتوحة في قنوات في البربخ الدقيقة، وإتاحة الفرصة للحيوانات المنوية للانسياب إلى النطفة، ولكن تواجد الالتهابات المزمنة يقلل من فرض نجاح مثل هذه العمليات.

وأما ضعف الخصية فإن بعض الأطباء قد يلجأ لإعطاء هورمونات للمريض، وأيضا كورسات من المضادات الحيوية مع بعض المنشطات للخصية والتي تزيد من مستويات هرمون الذكورة ونحوها بدون الدخول في التفاصيل التي لن تفيدك، وأنا شخصيا أشكك في نجاعة هذه العقاقير، ولا أجنح لاستخدامها تلقائيا.

إذا ثبت لي أن المريض يعاني من أي من الحالتين السابقتين في وجود التهابات مثل حالتك فإنني عادة ما أنصح المريض -وذلك بالطبع إذا كانت إمكانياته المادية متاحة- بأن يجرب ما يعرف لدى العامة بأطفال الأنابيب وما نسميه نحن بالعلاج التناسلي المساعد.

ويتم ذلك بوضع تشخيص دقيق للحالة والتأكد من قابلية الزوجة لمباشرة هذا النوع من العلاج، وذلك بفحص الهورمونات والمبايض والتبييض والسمنة، وغيرها مما يقوم به زملاؤنا في قسم العلاج التناسلي المساعد للسيدات.

وبعد ذلك يتم تنوير الزوجين بالإجراءات، وتعطى السيدة عددا من العقاقير لتفجير المبايض وتتابع عملية التبويض بواسطة الموجات الصوتية المهبلية حتى تصل البويضات إلى نسبة نضج مقبولة، ويقوم الطبيب باستخلاصها ووضعها في مواد كيميائية لتنظيفها وتغذيتها وحفظها بدون الدخول في التفاصيل الفنية، وهنا يطلب من طبيب المسالك البولية باستخراج بعض الحيوانات المنوية من الزوج، وذلك بإجراء خزعات في الخصية الفاشلة، وقد أثبتت التجارب بأن أسوأ حالات انعدام الحوينات المنوية، والفشل الكامل للخصية إذا ما قمنا بالبحث المتأني في أنحاء الخصية، فإننا سنجد جزرا صغيرة تحتوي على بعض الحوينات المنوية التي يمكن استخلاصها واستعمالها في عملية الإخصاب في المجهر.

أما في حالة تمكن الزوج من إعطاء نطف تحوي على كميات ضئيلة من الحيوانات المنوية فإن أخصائي المختبر يستطيع استخلاصها وغسلها بمواد كيميائية وحفظها في سائل مغذ إلى أن يحين وقت الإخصاب.

ويتم الإخصاب في المختبر بشفط الحيوانات المنوية في أنابيب مجهرية وحقنها في البويضة عن طريق محاقن مجهرية دقيقة جدا، وبعد ذلك تترك البيوضة في بيئة مناسبة لإتاحة الفرصة للإخصاب، وإذا ما تم ذلك فإن البويضة المخصبة عندما تصل إلى نسبة انقسام معينة فيتم في تلك الحالة حقنها في الرحم مع التمني بتمكنها من التجذر والثبات في غشاء الرحم، وتطور الجنين بصورة طبيعية.

ويتابع الأطباء مستوى هرمون البيتا اهتش سي جي في الدم لدى السيدة، فإذا ما ارتفع يعتبر ذلك حملا مخبريا، وننتظر أن يتحول إلى حمل ثابت يتم تأكيده ومتابعته بالموجات الصوتية.

وهنا يتوجب أن أنوه أنه بمجرد استكمال العلاج لحالتك، وحدوث حمل حتى لو مرة واحدة باستخدام العلاج التناسلي المساعد، وتعود جسم زوجتك على الحمل والإنجاب، فإن هناك فرصا عالية لحدوث حمل بصورة طبيعية في المستقبل بإذن الله.

هذا طبعا ما تتيحه لي هذه المساحة الضيقة للتوضيح أرجو أن تجدها مفيدة، ورزقكم الله بالذرية الصالحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات