شابة مطلقة تقدم لها رجل ولكن تخشى سقوط الحضانة عن طفلها

0 30

السؤال

السلام عليكم.

قريبتي شابة مطلقة، ولها طفل يبلغ من العمر 6 سنوات ونصف، تقدم لها شاب يطلبها للزواج إلا أنها تخشى أن تفقد حضانة ابنها؛ لأن مدونة الأسرة بالمغرب تسقط الحضانة عن الأم حال زواجها، وهي حائرة هل تخفي زواجها عن ابنها ولا تلتحق ببيت زوجها إلا بعد مرور سنة حتى لا يعلم طليقها (وهو أمر ليس بالسهل)، أم الأفضل أن تشرك ابنها في اتخاذ القرار وذلك بعرض الأمر عليه، وتحميله مسؤولية عدم إخبار والده بالأمر؟ وهل الطفل في هذه السن مؤهل لمناقشة هذا الموضوع المصيري؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع -أختنا الفاضلة- ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الشابة، ونسأل الله أن يسير لها أمرها وأن يلهمها السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونتمنى أن يسعدها الله تبارك وتعالى في حياتها وأن يرزقها بر طفلها، وأن يهدي زوجها إلى الخير، ونحب أن نؤكد أن هذه الأمور التي هي في القانون المغربي هي الأمر الشرعي، فإن المرأة المطلقة أحق بابنها إن لم تنكح وإذا تمكنت من الاتفاق مع الزوج الجديد ومع زوجها القديم وأسرته وأسرتها في أن يكون الطفل معها، في أن تكون حضانة الطفل عندها، فأرجو أن يكون ذلك هو المتيسر، ولكننا لا نؤيد فكرة إخفاء هذا الأمر على الزوج، أو إخفائه عن الطفل، أو محاولة إخبار الطفل، الخيارات كلها ليست بالسهلة.

ولكن حتى لا نظلمها أيضا نتمنى أن ترجع إلى أهل الاختصاص في بلدكم المغرب العامرة بالعلماء والأخيار حتى يصلوا معها إلى الحل المناسب في هذه المسألة، ونحن نشكر لها الاهتمام بأمر طفلها، ونحب أن نؤكد أيضا أن هذا الطفل سيحفظه الله، ولا أعتقد أن والده سيفرط فيه، والأمر متروك والتقييم متروك لكم، نحن لا نعرف عادة الزوج السابق والد هذا الطفل، وكيف سيتعامل معه، وهل يمكن الوصول معه إلى اتفاق في أن يكون هذا الطفل عندها، وأن يتولى هو أيضا مزيدا من الاهتمام به، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى أن يتفهم الناس حولها، أتمنى أن تجدوا في أهل المغرب من الحكماء هناك من يستطيع أن يضع هذه الأمور في وضعها الصحيح من الناحية الشرعية، ومن الناحية العرفية أيضا التي هي سائدة هناك؛ لأننا لا نريد لها أن تبدأ حياتها الجديدة مصادمة للشرع أو سابحة ضد تيار الأعراف وتجارب من الصعب تجاوزها خاصة عندما يكون في بلد إسلامي في مسألة منتهى الوضوح، وأعتقد أن هذا الطريق طريق الصدق والوضوح حتى مع الزوج السابق؛ لأن العلاقة لا تنتهي طالما كان الطفل في هذا العمر، فالقانون الذي يرجعه لها هو القانون الذي يجبره على الإنفاق على هذا الطفل والعناية به والرعاية له.

وبعض بناتنا يكون عندها خوف زائد أكثر من اللازم على طفلها، فالطفل يحميه الله، يحفظه الله، وأعتقد أن أسرة الزوج مهما كان سيقومون برعايته، ولذلك نتمنى أن تصلوا إلى الحل المناسب، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

ونسعد بطرح الخيارات الموجودة عندكم وما وصلتم إليه حتى نتعاون فيما فيه المصلحة، ولا نؤيد أن تزهد في الزواج خاصة وهي شابة، فلعل الله يرزقها بإخوة لهذا الطفل يسعدوه، ويكونون إلى جواره، وفي النهاية إذا كان الحضانة عنده أو عندها، فإن الطرف الثاني الشريعة تتيح له رؤية الطفل، وأخذه لبعض الوقت، وهذا سيكون متاحا لها ومتاحا لزوجها في كل الأحوال، ونسأل الله لنا، ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات