كيف أصل الرحم وأمنع أبي من ظلم أمي؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي سؤال وهو بكوني متخاصم مع بعض أفراد عائلتي ولي مدة طويلة، ولكن سمعت أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، فقررت الاعتذار، ولكن لا أدري كيف أبدأ، فقررت أن أنتظر إلى أول يوم من أيام العيد ليكون فرصة مناسبة للاعتذار، فأرغب بمعرفة هل ستقبل الأعمال التي قمت بها في رمضان بعد الاعتذار أم لا؟
وأيضا إذا رأيت أن والدك يظلم والدتك فما الموقف الذي تتخذه في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

لقد أحسنت حين قررت قطع هذا الهجران لأرحامك وإنهاء هذا الخصام، والرجوع إلى ما فرضه الله تعالى عليك من صلة الرحم، فقطيعة الأرحام من كبائر الذنوب التي حذر منها القرآن وحذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهي معصية موجبة للعنة الله تعالى - والعياذ بالله تعالى - والواجب التوبة - أيها الحبيب - ولكن هذه التوبة تجب على الفور بدون تأخير، وتأخير التوبة ظلم للنفس، كما قال الله تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.

ولا ينبغي أن تبحث عن مبرر لصلة الرحم وإنهاء هذا الخصام والتهاجر، واجعل من هذه الأيام المباركة والليالي الشريفة في هذا الشهر الكريم أعظم مبرر لإعادة التواصل وإنهاء هذا الهجران، والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث: (وخيرهم من يبدأ بالسلام)، فكن أنت الأفضل، وكن أنت السباق إلى الخيرات، وكن أنت المبادر إلى الطاعات، وابدأ فورا بدون تأخير التواصل مع أرحامك وقراباتك.

وما أشرت إليه من أن الأعمال قد لا تقبل بسبب إصرار الإنسان وبقائه على الخصام والتقاطع والتدابر مع أرحامه وإخوانه المسلمين؛ ما أشرت إليه كلام صحيح، فقد جاء هذا في أحادث كثيرة، فحذرت من الوقوع في هذا، فبادر إلى إنهاء هذه الحالة السيئة، وسيعينك الله سبحانه وتعالى، وحاول أن تستعين بمن تأمل منه الإعانة من أهل الخير الذين يحبون الإصلاح بين الناس، وإلا بادر بنفسك إن لم تجد، واستعن بالله، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز).

وأما عن الشق الثاني من سؤالك إذا رأيت والدك يظلم والدتك ماذا تفعل؟
ما تفعله هو أن تقوم بنصح والدك وتذكيره بالله سبحانه وتعالى بأدب ورفق ولين، فإن ذلك موجب لأن يقبل منك هذا النصح والتذكير، ثم هو قيام بحقه عليك من عدم الوقوع في عقوقه وإغضابه، وإذا استطعت أن تدفع عن أمك مثل هذه المظالم بأي طريقة كانت غير إغضاب والدك فينبغي أن تفعل، وأنت لم تفصل لنا ما هو هذا الظلم بحيث ينظر فيه وفي قدره ومفسدته ليقارن بمفسدة عقوق الوالد أو إغضاب الوالد، لكن الجواب الإجمالي هو هذا، أن تسعى أنت في نصح والدك، وأن تنهاه عن المنكر بما لا يجرك إلى الوقوع في إغضابه، فإذا غضب فاسكت، لكن نصرة أمك ودفع الظلم عنها فرض آخر وواجب آخر، ينبغي أن تفعله وأن تستعين بأي وسائل كانت لدفع هذا الظلم عنها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات