السؤال
السلام عليكم.
أختي من الأم أصغر مني ب 20 سنة، كانت متعلقة بي كثيرا لدرجة أني أعتبرها كابنتي، لكن عند وصولها لفترة المراهقة تغيرت معي، فهي تغضب مني، ولا تكلمني لسبب أو من دون سبب، وعندما أحاول الحديث معها، وفهم ما يحصل تجيبني: أنا حرة، أو كيفي!
عندما أسافر هي تكلمني دائما لدرجة أني أمل منها، لكن عندما أكون في البيت تتغير كأنها شخص آخر، وتكلم الجميع بنبرة عادية إلا أنا تكلمني بنبرة مستفزة، وعندما أعاملها باهتمام تصفني بالمزعج، وعندما أتجاهلها تحاول جلب انتباهي بالتعليق علي في أي شيء أقوله لأمي أو إخوتي، أصبحت أشعر أنها صارت تكرهني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر أختك من أمك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم بينكما الود وأن يلهمها السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه .
لا شك أن المرحلة التي تمر بها هذه الفتاة مرحلة لها خصائصها ولها احتياجاتها ولها ميولها، وقد تصحبها بعض التغيرات قد تزداد عندها مشاعر الغيرة في علاقتها معك، فأرجو أن تواصل الاهتمام بها، وتحنو عليها، وتحسن إليها، وتتجاوز عن بعض ما يحصل منها طالما أنك لم تقصر في شيء كانت تعتاده وكنت تقوم به، وكن متوازنا في علاقتك معها، مهتما بنصحها، قائما بتلبية احتياجاتها إن كانت محتاجة، فهذا لون من البر للأم ونوع من الوفاء للأخت، وهذا مما يسعد الأم.
اجتهد في فهم ما عندها ولو بمساعدة الأم أو طلب مساعدتها، خاصة إذا كانت تشعر بتغير تعاملها معك، فإن الأم لها دور كبير في فهم نفسية بنتها، وعلى كل حال أنت الرجل وأنت الذي لا ينبغي أن تجاريها في تقصيرها، قم بما عليك كاملا أظهر لها الشفقة والاهتمام، كن إلى جوارها، كن عونا لها في تلبية احتياجاتها، وتجاوز عن بعض الذي يحصل منها، فربما هي أيضا بحاجة إلى أن تتغير طريقة الاهتمام، الإنسان لما يصل مرحلة المراهقة يحتاج إلى نوع جديد من الدلال خاصة بالنسبة للبنات فالصغيرة تدلل بطريقة مختلفة، والكبيرة تدلل بطريقة مختلفة، فأيضا عليك أن تحول الهداية والعطايا إلى احترام وتقدير واعتراف بوجودها والاهتمام بها ومشاورتها، هذا ما نعبر به عن الاهتمام ببناتنا في هذه المرحلة.
على كل حال طالما أنت تمضي بالطريقة الصحيحة أرجو أن لا تنزعج أكثر من اللازم مما يحصل، وأنت الشجرة الراسخة هذه الأخت تبتعد ثم تعود إلى ظلال هذه الشجرة التي هي شجرة الإخوة، نسأل الله أن يزيدك خيرا وأن يرزقك بر الوالدة وأن يرزقك أيضا حسن العلاقة مع هذه الأخت والاستمرار والثبات عليها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونحن نؤكد أن مجرد السؤال يدل على تميزك فحافظ على ما أنت فيه من الخير، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.