السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أود أن أستشيركم بخصوص موضوع النقاب، أمي ترفضه رفضا قطعيا، وبدون الإطالة حاولت بشتى الطرق، ولكن لا جدوى، وحرفيا حاولت وحاولت.
فسؤالي هو: هل أستطيع أن أرتدي النقاب في الجامعة ما دمت بعيدة عن أمي، وحين ألازمها أنزعه، أم سيترتب علي إثم أكبر من عدم ارتدائه مطلقا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، وزادك الله حرصا وخيرا وتمسكا، ونسأل الله أن يهدي الوالدة للحق والخير، وأن يرزقك برها وأن يلهمكما السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن لبس النقاب في الجامعة هو المطلوب عندما تكون في الأماكن التي فيها الرجال، أو مكان مرور رجل عليكم وأنتم في الكلية أنتم في الكافيتريا وأنتم في الطريق إلى الجامعة، في هذه الأماكن هي التي يجب عليها أن تستتر الفتاة، وإذا كنت مع الوالدة فاحتالي عليها، وأنا أريد أن أقول الفتاة عليها أن تجتهد في ستر نفسها، ولو بأن تضع هذا الخمار تنزله على وجهها، أسدلت إحدان على وجهها كما قالت أمنا عائشة، والوالدة إذا كانت ترفض النقاب بشكله وربما قد يكون ذلك كنسبة لضغوطات وصعوبات تتعرض لها المنقبات أو لمفاهيم خاطئة عند الوالدة، لأنها تعتقد أن من تتنقب لن تتزوج وأنها تخفي جمالها، فأرجو تصحيح المفاهيم، ومعرفة سبب رفض الوالدة، ثم بعد ذلك الاحتيال على الستر، الآن نحن نريد أن نقول الستر الشرعي ليس له هيئة معينة، لو أن فتاة كانت تمشي مع أمها فلما جاء الرجال أسدلت وغطت على وجهها فهذه على خير وهذا ستر وحجاب.
وعندما تكونين في الجامعة أنت ملزمة بطاعة الله، وعند الوالدة أيضا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى، لكن لا نؤيد الدخول في احتكاك ومشاكل مصدمات مع الوالدة، بل ندعوك إلى تصحيح المفاهيم، وبيان أسباب رفض الوالدة لهذا النقاب، فإن كنت وحيدة فأحضري إليها صديقات صالحات منتقبات واطلبي من داعيات أن يتكلمن عن هذه الأمور، بهذه الطريقة حتى تعتاد، نريد أن تأتي معك الأخريات من بنات العائلة فيتنقبن ويحرصن على الستر الكامل والحجاب الكامل، ونحن نشكر لك هذا الحرص ونحب أن نقول عندما تكونين في الجامعة، عندما تكونين في مواجهة الرجال في أي مكان عليك أن تتنقبي وتتستري.
وإذا كانت الوالدة معك فتستري بالخمار أو بأي شيء، المهم يحقق لك الستر، وعندها ستقتنع الوالدة وتعرف أنك حريصة على طاعة الله تبارك وتعالى، ولا نؤيد فكرة الجدال معها والنزاع، فإذا غضبت تتركينها ثم تقدمي لها صنوف من البر ثم تعرضين عليها الفكرة وهكذا، ونتمنى أن تجدي من الخالات والعمات والعاقلات والداعيات من يعينك على إقناع الوالدة، ولكن أخيرا نقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، مع دعوتنا لك بحسن الصحبة للوالدة وحسن التعامل معها، والتلطف معها والاحتيال عليها.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.