السؤال
السلام عليكم..
والله إنكم تستحقون كل الخير والثواب، فأنتم دائما الملجأ الخير الذي نلجأ له دائما بعد الله عز وجل؛ لما نراه من سعة الصدر والآراء السديدة والحكيمة.
لا أدري من أين أبدا، ولكن اسمحوا لي أن أشرح لكم طفولتي والتي قد تفسر ما أنا فيه الآن.
منذ طفولتي وأنا أعاني من مشاكل وخلافات دائمة بين أبي وأمي، وأنا أكبر أخواتي من البنات، فعاشرتهم أكثر، وأخي الكبير بحكم أنه ولد كان دائما في الخارج، للآن وصورهم في مخيلتي، لا أستطيع نسيان ما كانوا يفعلوه، وكأن الأحداث كانت البارحة، فقد كانت مشاجراتهم على كل شيء في الصغيرة والكبيرة، وتصل إلى حد الضرب والسب والشتم، وحتى وصلت المرحلة إلى أن والدتي رفعت السكين على أبي، وغيرها من مواقف ما زالت خالدة في حياتي وكانت عصبية أبي الدور الأكبر لهذه الخلافات.
بالرغم أن والدي متعلمان ومحترمان من قبل الجميع دون استثناء، ولكن عنصر الاحترام والتفاهم بينهما مفقود، وهذا أدى إلى قلة الاحترام بين إخواني، ولا أنكر بأن الخلافات بينهما الآن قلت، بسبب أنهما كبرا، ونحن أيضا لم نعد نحتمل تعب الأعصاب والنفسيات المحطمة بسببهما، ولكن ما الفائدة؟
لقد فقدنا عنصر الاحترام بيننا نحن الإخوة، وصرنا لا يحتمل كل منا الآخر، وأنا تحديدا أكثر الإخوة من الناحية النفسية تأثرا، فأنا بكيت ليالي طوال على ما نحن فيه دائما.
كنت أحلم بالأسرة الهادئة والقوية، والتي تتبع تعاليم دينها الحنيف في تعاملاتنا، والتفاهم الجميل بين الجميع، فالآن وصلت نفسيتي إلى مرحلة الخوف الدائم من الغد.
ويبقى في هاجسي أنه سوف تحدث مشكلة اليوم، وإذا لم يكن اليوم فغدا، ودائما قلقة من الجو، الهدوء الذي قد يخيم على حياتنا لساعات فلابد من العاصفة بعد هذا الهدوء.
قد أكون بالغت من موقفي، لكن والله هذا ما أنا فيه، حتى بت لا أطيق الصوت العالي أبدا، يقشعر بدني إذا سمعت أحدا يصرخ، أو شيئا انكسر في المنزل، أخاف كثيرا، ويهز بدني، حتى إني أخاف من الضحك والمزاح مع بعضنا، مع أني أشاركهم، لكن داخلي حزين وكئيب، وخوفي أن تأتي مشكلة تحدث من بعد الفرحة؛ لأنه كثيرا ما ينقلب الفرح بكاء بسب خلاف أحد إخوتي مع أمي كالعادة، أو مع بعضهم، أو مع أبي وأمي.
فهذه الحياة التي اعتدت عليها، لا جديد، ووصلت المرحلة بي أني أخاف من فصل الشتاء، ومن الأيام التي تعم بالغيوم، فعندما أرى الجو غائما نفسيتي كلها تختلف وأكتئب باختلاف الجو، والله لا أبالغ، وأتجه لله تعالى بالدعاء لهم جميعا بالهداية، وأن يرزقني زوجا صالحا لأبني أسرة يملؤها الحب والتفاهم والاحترام الدائم.
والله! ما عدت أحتمل، فأنا أقضيها مصالحة بين الجميع، قد تقول لي: تحدثي معهم وأنا أشكي لهم همومي، والله فعلت ومع الجميع ولكن لا فائدة، كما يقولون: (كل واحد يغني على ليلاه) وأنا ماذا؟
سرت أكرههم، الجميع حولوا حياتي إلى رعب وخوف واكتئاب من كل شيء، بالرغم أن أبي وأمي حنونان علينا كثيرا، ولكن حنان بلا أمان، ما الفائدة.
كم أتمنى أن أتركهم جميعا وأرحل عنهم بعيدا.
أرجو معذرتي للإطالة، ولكن حاولت أن أشرح وضعي النفسي والعائلي، ما رأيكم بما قلت؟ وكيف أستطيع أن أبعد هذه النفسية التشاؤمية التي أصبحت عالمي الجديد؟ بالرغم أني أحاول لكن وجدت الحل الوحيد أن أدعو الله تعالى، وأن أنتظر النصيب لأبدأ الحياة الجديدة.