أشعر بالحزن الشديد بسبب رؤيا تفسيرها ليس محمودا.

0 37

السؤال

السلام عليكم.

اليوم لقد رأيت في منامي جدتي المتوفية حدباء الظهر، وهي لم تكن كذلك في حياتها، وسألتها في المنام لماذا هي كذلك؟ قالت لي: إن ذلك بسبب من تركتهم خلفها من الناس، وذلك بأسلوب معاتب، وأشارت إلي بالسبابة.

عندما بحثت عن ذلك، وجدت أن ذلك معناه أن الرائي يعمل معصية ولم يتب منها، أي أنا، مع العلم بأني قد تبت من العديد من المعاصي، وأنا أقرأ القرآن أكثر وأذكر الله أكثر من قبل.

أنا أحاول بالتدريج أن أتوب وأتقرب إلى الله وأفعل ما في وسعي، فلم هذا العتاب؟ إن قلبي منفطر وأبكي كثيرا بسبب هذه الرؤيا، لأن جدتي كانت - رحمها الله - من أصحاب الطاعات المستمرة، وكانت شخصا معروفا بكثرة الطاعات.

أود نصيحتكم ماذا أفعل؟ أنا سأستمر في التوبة من الذنوب التي تبدو مستمرة وأحاول أن أوقفها لكن بالتدريج (كتأخير صلاة الفجر، الخروج بمساحيق التجميل، سماع الأغاني غير المبتذلة، وهكذا معاصي)، لكني بالفعل حزينة حيث الكثير من أفراد العائلة رأوها بأسلوب جميل، إلا أنا.

وأنا موقنة أن كل البشر لهم ذنوب. جزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولا نسأل الله تعالى أن يعينك على التوبة، فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وهو من أحب أصحابه إليه، قال له: "والله يا معاذ إني أحبك فلا تدعنا أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، فهذه الدعوات الجميلة ينبغي أن تلازميها دائما، وأن تكثري من دعاء الله تعالى فيها، والله سبحانه وتعالى إذا أعانك يسر لك كل عسير، والعبادة تحتاج إلى إعانة، ولذلك نحن نقرأ في كل ركعة من ركعاتنا قول الله سبحانه وتعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين".

فالجئي إلى الله وتوجهي إليه بقلبك أن يعينك على التوبة ويسهلها لك، وخذي بالأسباب التي تعينك على هذه التوبة والمسارعة إليها والثبات عليها، وذلك بمصاحبة النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فإن الصديقات أفضل عون لك على فعل الطاعات والاستمرار عليها، فبادري إلى ربط العلاقات الطيبة بالفتيات الصالحات والنساء الطيبات، هذه الرؤية التي رأيتها في المنام لا نملك لها تفسيرا، ولكن الذي نملك أن نقوله لك هو: أن تسارعي إلى الله تعالى بالتوبة، وكون الناس يفعلون كلهم الذنوب والمعاصي هذا صحيح، ولكن الناس كلهم مأمورون بالتوبة، فقد قال الله سبحانه وتعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، وقال: (ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)، فكلنا مأمور بالتوبة، وذنوبنا كثيرة، وتتفاوت هذه الذنوب قلة وكثرة وصغرا وكبرا.

فنصيحتنا لك أن لا تنظري إلى الآخرين الذين يفعلون بعض المعاصي والذنوب، وكوني مراقبة لحالك أنت مع الله سبحانه وتعالى، فإذا فعلت معصية سارعي إلى التوبة دون تأخير، فالإنسان منا لا يدري متى يفاجئه الأجل، ومتى ينتقل من هذه الدنيا، فربما ندم الإنسان في حالة لا ينفعه فيها الندم.

نحن على ثقة تامة -أيتها البنت العزيزة- من أنك إذا عزمت العزيمة الصادقة على التوبة من جميع ذنوبك، واستعنت بالله سبحانه وتعالى على تحقيق هذه التوبة، واستعنت بالجلساء واختيار الصديقات الصالحات، فإن الله تعالى سيعينك على هذه التوبة، وستجدين نفسك قد انتقلت إلى وضع أفضل وأحسن، وهذا الخوف الذي تجدينه من الذنوب، والندم بسببها، والقلق، وغير ذلك من الأحوال هذه كلها أحوال يحبها الله تعالى منك ويثيبك عليها، فلن تذهب سدى، فالله تعالى مطلع على قلبك، وكل ندم يوجد في قلبك، وكل عناء تجدينه سبب تأنيب ضميرك لك فإن هذه المشاعر كلها الله تعالى يثيبك عليها، ويجزيك بها خيرا في دنياك وفي أخراك.

ولكن مع هذا أنت مطالبة بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى من جميع الذنوب، وابدئي بالأشياء الكبيرة، ابدئي بالاهتمام بالصلاة في وقتها، وتجنبي الخروج خارج البيت متجملة متبرجة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير وأن يأخذ بيديك إلى مرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات