أتكاسل عن العبادات وأشعر أني منافقة، ساعدوني.

0 41

السؤال

السلام عليكم.

أنا مؤمنة أن الله واحد أحد، وأن سيدي محمد صلى الله عليه وسلم هو نبيه ورسوله، ولكن في كل مرة أقرأ القرآن، ويأتي ذكر المنافقين أخاف، أشعر أن الحديث موجه لي، أخاف من غضب الله، أخاف أن أكون منافقة، في بعض الأحيان أثناء صلاتي أو قراءة القرآن يخطر ببالي أسئلة، حتى إذا حاولت نطقها لا أستطيع، أخجل من التفكير بها.

حياتي مدمرة، فأنا فاشلة، أعلم أني شخص موهوب بعدة مجالات، وأحتاج فقط للدراسة والتعلم قليلا، لأنجح بها وأعمل بها، ولكن في كل مرة أتكاسل، ولا أقوم بفعل شيء، وهذا يجعلني أتألم، مثلا أن أدرس الماجستير ولا أكمله، أن أتعلم اختصاصا ويثنى علي فيه، فأتوقف عنه، حتى عند القيام بالعبادات أتكاسل، مثلا قضاء الفرض أتكاسل عنه، وأقول: مع الصلاة التالية أقضيها، لم أكن هكذا من قبل، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أولا: اعلمي -أيتها الفاضلة- أن الشيطان لا يسلم العبد أبدا، ويجتهد في إضلاله بكل الوسائل، ومن تلك الوسائل أن يشككه في تدينه، أو يصرفه عن طاعة يريد الوصول لها.
فمثلا:الحديث عن النفاق هو زراعة الشيطان لك، يريد أن يثبتها في قلبك، ولست منافقة -أختنا- بل أنت سليمة المعتقد -إن شاء الله-، وسنعطيك ضابطا يفيدك -إن شاء الله-، فقد سأل رجل حذيفة -رضي الله عنه-: هل أنا من المنافقين؟ قال: أتصلي إذا خلوت وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم، قال: اذهب فما جعلك الله منافقا.

وهذا أوضح ضابط وأيسره -أختنا الكريمة-.

أما مسألة الكسل وخاصة في الصلاة، فهذا أمر ينبغي الحذر منه، وهو أمر محرم لا يجوز فعله، ومن أعظم ما يدفع عنك الكسل في أداء الصلاة القيام بها في أول وقتها، مع استحضار ما في ذلك من الأجر، ودفع الشيطان عنك، وهو أمر يحتاج منك إلى مدافعة في البداية، ثم سيكون ديدنك -إن شاء الله تعالى-.

وإننا يجب أن ننبه على أمر ينبغي أن يكون حاضرا في ذهنك، وهو أن طبيعة النفس لها إقبال وإدبار، نعم، النفس البشرية بطبيعتها لها إقبال وإدبار، فتارة تكون في سمو وإشراق، فيكون عند العبد رغبة في الصلاة والعبادة والدعاء والإقبال على العلم والمذاكرة، وأحيانا تقل هذه الهمة، فيتكاسل ويضعف نشاطه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن لكل عمل شرة ـ أي حرصا على الشيء، ونشاطا ورغبة في الخير أو الشر ـ ولكل شرة فترة، فمن كانت شرته إلى سنتي، فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك. رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط والألباني.

وقد قال ابن القيم -رحمه الله- كلاما جيدا هنا ملخصه: (أن تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم، رجي له أن يعود خيرا مما كان). وقال علي -رضي الله عنه-: إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات.

وإننا نوصيك -أختنا- بالإقبال على الله تعالى، وتلمس طرق الهداية، ويكون ذلك بعدة أمور:
1- الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، والاحتماء به.
2-الإقبال على العمل في أول أمره، فالصلاة في أول وقتها، والمذاكرة في أول وقتها، التأخير البسيط يجلب الكسل.
3- ومما يرفع همتك قراءة سير العلماء والأئمة المتقدمين، الذين علت همتهم فكانوا أنجما في مجالاتهم، ومن الكتب التي اختصت بذكر أخبارهم كتاب نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء للدكتور محمد حسن عقيل موسى، وكتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وكتاب: علو الهمة للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
4- قراءة القرآن وتخصيص ورد دائم لك، وإن كان قليلا، ويمكن أن تسمعي القرآن بأصوات القراء المجيدين بتدبر.
5- الابتعاد عن المعاصي لأنها تقسي القلب -أختنا-، وإن وقعت -لا قدر الله- فالبدار بالتوبة والرجوع إلى الله.
6- اختيار بعض الأخوات الصالحات صديقات لك، فإن المرء بأخوانه وأخوانه بدونه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات