ابني مصاب بسحر التعطيل رغم التزامه، فماذا نفعل؟

0 60

السؤال

السلام عليكم.

ابني يبلغ من العمر 29 سنة، يعاني من مشكلة التعطيل فمنذ أن كان يدرس في الجامعة أموره دائما معطلة، حتى عندما تخرج، كلما نوى على عمل معين لا يصلح له، وإذا وفق في عمل ما لا يقبض أجره، إما أن يضيع، أو يسرق، أو صاحب العمل يقع في مشكلة ولا يعطيه حقه.

هو ينوي الخطبة، ولكن أيضا تعسرت، علما أنه يصلي ويقرأ القرآن عدة مرات، خاصة سورة البقرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aicha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصلح حال ولدك، إنه جواد كريم.

دعينا ابتداء أختنا نضع بعض الثوابت التي لا غنى لنا عنها:
أولا: الضار والنافع هو الله وحده، ولو اجتمعت الأمة على إلحاق الضرر بمن لم يكتب الله ذلك ما استطاعوا فعل شيء، فعن ابن عباس قال: "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) قال الترمذي رحمه الله: "هذا حديث حسن صحيح".

وعليه فالمؤمن -أختنا الكريمة- يعتقد أن البشر لن يقدروا على ضره أو نفعه، وقد قال الله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رآد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) {يونس:107}، أما غيره فلا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله.

ثانيا: كل أحكام الله -عز وجل- لا تنفك عن حكمته، فقصاء الله قائم على العدل والحكمة والمصلحة، وإن لم ندرك ذلك، يقول ابن القيم -رحمه الله-: وهو سبحانه له الملك وله الحمد، وكونه سبحانه على صراط مستقيم يقتضي أنه لا يقول إلا الحق ولا يأمر إلا بالعدل، ولا يفعل إلا ما هو مصلحة ورحمة وحكمة وعدل، فهو على الحق في أقواله وأفعاله، فلا يقضي على العبد بما يكون ظالما له به، ولا يأخذه بغير ذنبه، ولا ينقصه من حسناته شيئا، ولا يحمل عليه من سيئات غيره التي لم يعملها، ولم يتسبب إليها شيئا، ولا يؤاخذ أحدا بذنب غيره، ولا يفعل قط ما لا يحمد عليه ويثنى به عليه، ويكون له فيه العواقب الحميدة والغايات المطلوبة، فإن كونه على صراط مستقيم يأبى ذلك كله. انتهى.

فقضاء الله كله خير، والمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، لأنه يوقن أن اختيار الله له خير من اختياره.

ثالثا: الله لا يظلم أحدا من خلقه، فإذا أصاب العبد ما يكره فليعلم أنه أحد ثلاثة:
1- إما بمعصية فعلها فأراد الله تكفيرها له، وقد قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) {الشورى:30}.
2- وإما تقصير في طاعة، فأراد الله أن يرفع العبد إلى منزلة أرقى.
3- وإما لأن الله يريد أن يرى ضراعتك بين يديه. وفي كل ذلك خير.

رابعا: كل خير منع منه الإنسان قد يكون شرا وهو لا يدري، فلا تحزني على ما مضى وتذكري قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) وقوله: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).

خامسا: السحر والحسد والعين كل هذا حق، لكنا أختنا أحيانا كثيرة ما نضخمه ونجعله فوق حجمه بكثير، وعلى فرض وجوده فعلاجه ميسور، وهو متمثل في المحافظة على الطاعات، والذكر الدائم، والابتعاد عن المعاصي، والمحافظة على الرقية الشرعية، وسوف نوردها في آخر الاستشارة.

سادسا: البحث عن الأسباب المنطقية بعيدا عن السحر والعين هو أمر لازم لكل عاقل، فلا بأس أن نأخذ بالرقية الشرعية، ولكن أيضا ننظر في الأحوال المادية، لماذا تعطل الرجل في عمله أكثر من مرة؟ قد تكون هناك أسباب إذا علمها وغيرها انفرجت تلك الغمة عنه، وهذا ما يجب أن تعملوا عليه مع الأخذ بالرقية الشرعية، والآن سنورد لك الرقية أختنا وأفضل من يرقى نفسه هو المريض ثم الأقرب فالأقرب:-

- الآيات الواردة في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
بسم الله الرحمن الرحيم: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}.

{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}.
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.

{إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.
{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}.

{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}
{وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.
{قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}.

{والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}.

{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
{وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون}.
{وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.

{قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}.
{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد}.
{قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}.
{قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.

- الأدعية الواردة في السنة:-
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
- أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
- اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.
- أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم.

- بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.
- أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.

وفي الختام: أكثري من الدعاء له أختنا الكريمة، وثقي أن الله عز وجل سيقدر الخير لكم ما لم تعجلوا، نسأل الله أن يحفظكم، وأن ييسر أمر ولدكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات