عاد من رفضته خاطبا، فهل أوافق عليه؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 29 عاما، مجتهدة في دروسي وعملي، لدي عقل يحب التفكير كثيرا، طموحة ولدي أحلام، وواقعية جدا، لا أحب قيود العادات والتقاليد خاصة المتخلفة منها، والتي جزء كبير منها أصلا مخالف لتوصيات الدين الإسلامي، أما أهلي فهم عكسي تماما، عندما يفعلون أي شيء لابد أن يربطوه بآراء الناس وماذا سيقولون عنا.

تقدم لخطبتي ابن عمتي هو أصغر مني ب3 سنوات، خلوق ومجد في عمله، رفضته لمدة 3 سنوات دون أن أتحدث معه أي كلمة، حيث أن جدتي هي من كانت حلقة الوصل، والسبب في الرفض أني لا أريد الدخول في دوامة الأهل وما يعقبها من واقع.

بعد أن أثبت نفسه وشهد له جميع الأهل بمسؤوليته وأخلاقه وافقت على طلبه، بعد الخطبة وجدت أنه شخص خجول وحذر جدا في التعامل معي، ولا يتحدث مباشرة في قرارات مهمة دون تدخل من الأهل حتى أني أسمع عن موضوع معين من أهلي، جدتي بالتحديد وهي جدته أيضا، دون أن يتحدث معي مباشرة، وهذا الأمر أزعجني جدا فهو لا يبادر بأي شيء دون أن يتم إخباره: افعل كذا!

فوصلت إلى نتيجة أنه ربما فقط يريد هذا الزواج لمكانة اجتماعية وليس لأنه يريدني أنا بالذات،
لا أرغب في الارتباط ممن يضع حاجزا بيني وبينه ويترك الأهل حلقة وصل، فأنا شخص كتوم ولا أحب أن تعرف تفاصيل حياتي، فأخبرته بذلك وألغيت الخطبة منذ شهرين.

الآن أرسل لي أنه يريد أن يجدد طلبه وأن نبدأ صفحة جديدة، لكني محتارة وأخاف أن أوافق فقط لضغط العمر ولا أجد فرصة، خاصة أن تواجده طوال هذه 4 سنوات أبعد عني أي فرصة أخرى بالارتباط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م م م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك ويعين المتعلمين على تجاوز الصعوبات في العادات التي بعضها يضر ولا ينفع، ونحب أن نؤكد أن التعامل مع العادات بهذه الطريقة قد يصعب عليك المهمة، ولا نؤيد فكرة تضييع فرصة الارتباط بهذا الشاب الذي ثبت حرصه عليك، ونؤكد أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب ولا نقائص، فنحن بشر والنقص يطاردنا رجالا ونساء.

وعليه نحن نميل إلى القبول بهذه الفرصة بشروط جديدة، وأعتقد أنه فهم الدرس وسيستفيد من هذا الذي حدث، ثم إننا نريد أن نقف معك في بعض الأمور التي يعرفها الأهل أو يتكلمون عنها، لأن بعضها تكون أمورا عادية، والإنسان ما ينبغي أن يكون عنده حساسية زائدة، ماذا لو عرف الأهل أنكم أكلتم أو شربتم أو خرجتم أو كذا، لأن بعض بناتنا يتحسس حتى من الأمور العادية، بالطبع نحن لا نؤيد هذا أن يعرف الناس وأن يتدخلوا وأن تسمعي الأمور بالطريقة المذكورة كل ذلك لن نوافق عليه، ولكن نعتقد أن هذا التغيير في هذه الأمور قد يحتاج لبعض الوقت، وإذا ذكرك الشيطان بما فيه من السلبيات فتذكري ما عنده من الإيجابيات، نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

إذا نحن نميل إلى إعطائه الفرصة بل إلى إكمال المشوار معه والتعامل مع عادات الأهل بشيء من الهدوء وبشيء من العقل، وبشيء من الوعي، وأعتقد أن مثلك العاقلة الفاضلة تستطيع أن تؤثر على زوجها على المدى الطويل، وتتغير هذه الصورة وهذا هو دورنا نحن الذين تعلمنا في تغيير العادات المتأصلة عند الأهل وعند القبائل في المناطق التي نسكن فيها، ونؤكد أن كل ذلك يحتاج إلى شيء من الوقت شيء من الإصرار، شيء من التعاون بين المتعلمين والمتعلمات، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات