السؤال
السلام عليكم.
ذهبت إلى طبيب نفسي، وشكوت إليه مشاكل التوتر والقلق وعدم التركيز، فكتب لي ابيكسدون ٢ ملي قرصا يوميا، فهل هو دواء جيد وآمن؟ وهل جرعة ٢ مللي ممكن أن تسبب آثارا جانبية أو مشاكل؟ أم أنه يجب تناول جرعة خفيفة؟ وهل يمكن تقليل الجرعة إلى ١ مللي لو شعرت باختفاء هذه الأعراض؟ أم يجب أن أستمر على ٢ ملي طول حياتي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
عقار (ابيكسيدون Apexidone) والذي يعرف باسم (ريسبيريدون Risperidone) وهذا هو مسماه العلمي، من الأدوية الممتازة جدا، وله عدة استعمالات: يستعمل لعلاج القلق بجرعة صغيرة، واحد إلى اثنين مليجرام، ويستعمل أيضا بجرعات صغيرة - أيضا واحد إلى اثنين مليجرام - كعلاج تدعيمي لعلاج الوساوس القهرية، وكذلك المخاوف. أما استعماله بالجرعات الكبيرة - وهي: أربعة مليجرام وما فوق - يكون في حالة وجود الاضطرابات الذهانية مثل: أمراض الهوس، ومثل أمراض الفصام.
فإذا هو دواء فاعل جدا ومفيد جدا، وله عدة استعمالات، والجرعة يتم وصفها وتقديرها حسب الحالة.
الآن أنت - أيها الفاضل الكريم - ذكرت أنك قد شكوت للطبيب من التوتر والقلق وعدم التركيز، فكتب لك هذا الدواء بجرعة 2 مليجرام يوميا.
طبعا هذا الأمر متروك لتقدير الطبيب، ما دام طبيبا نفسيا مؤهلا فلابد أن يكون الإجراء الذي قام به سليما، فلا تنزعج أبدا، لكن لا تبدأ الدواء بجرعة 2 مليجرام مباشرة، ابدأ بواحد مليجرام، هذه هي الجرعة الصحيحة، وبعد أسبوعين مثلا اجعل الجرعة 2 مليجرام، ولا تزيدها على ذلك.
وبالفعل إذا تحسنت حالتك وأصبحت ممتازة يمكنك بعد الشهر من الإحساس التام بالتحسن أن تجعل الدواء واحد مليجرام ليلا، ثم بعد ذلك تستمر عليه مثلا لمدة شهر، شهرين، أو ثلاثة، أو حسب الحاجة، أو حسب ما يقرره طبيبك. هذا - يا أخي - هو الإجراء الصحيح.
فالدواء بجرعة 2 مليجرام لا يتوقع أنه سوف يسبب أعراض جانبية شديدة، فهو دواء سليم جدا بهذه الجرعة الصغيرة، وإن شعرت بأي آثار جانبية كالرجفة الشديدة مثلا - وهذا نادرا ما يحدث - ففي هذه الحالة بالفعل يجب أن تكون الجرعة مخفضة.
عموما اطمئن تماما، الدواء سليم، والجرعة صغيرة، وأنا أدعوك - أخي الكريم - بل أنصحك بأن تمارس العلاجات الأخرى، هناك علاجات كثيرة لعلاج القلق والتوتر غير العلاجات الدوائية، من هذه العلاجات: ممارسة الرياضة، ممارسة أي تمارين استرخائية، التفكير الإيجابي، تجنب الكتمان، والتعبير عن الذات أول بأول، لأن هذا يؤدي إلى نوع من التفريغ النفسي الإيجابي جدا.
الصلاة على وقتها، وتنظيم الوقت - أخي الكريم - والفعالية في العمل، وأنت ذكرت أنه لا يوجد لديك عمل، لكن لابد أن تبحث عن عمل، لأن العمل هو العامل التأهيلي المهم جدا لصحة الإنسان النفسية والجسدية، وطبعا الأهمية الاقتصادية للعمل مشهودة ومعروفة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.