السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تقدم لخطبتي شخص يسكن بجوارنا، وهو شخص متدين، ذو أخلاق عالية، وقد أعلمني برغبته في الزواج بي، بمصارحتي في ذلك شخصيا، والمشكل هنا، أنه لا يستطيع حاليا التقدم لخطبتي رسميا، وقد أعلمت والدتي وإخوتي بالموضوع، وقد ظل بعد ذلك على اتصال بي في فترات متباعدة للسؤال عن الأحوال لا غير.
ما يؤرقني الآن: أنني لا أعلم في حديثي إليه ما يغضب الله، مع العلم أن ما يدور بيننا لا يتعدى السؤال عن الأحوال، وأنا لا أقابله أبدا. فأرجو أن ترشدوني لما هو خير لي وله، كما أرجو أن تخبروني ما هو حكم الإسلام في المعاملة بين المخطوبين؟
جزاكم الله خيرا لما تقدمونه لي وللأمة الإسلامية من علم ودين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رجاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكم كنا نتمنى أن يتولى الشاب إخبار والدك وإخوانك بنفسه أو عن طريق من يمثله، وأرجو أن يكون في الذي حصل خير، وخير البر عاجله فلا داعي للتأخير، وحبذا لو انصرف هذا الشاب لإعداد نفسه، كما أرجو أن تساعدوه بالرضا بالقليل؛ لأنكم وجدتم صاحب الدين وهو في زماننا عملة نادرة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب أن يخلو بمخطوبته أو يخرج بها، وإذا كان الشاب من الجيران فهو على علم بالأحوال، ولا تخفى عليه طريقة الفتاة وأهلها في الحياة، وهي كذلك تعلم أحواله من خلال معرفتها بأهله وأسرته، وأرجو أن يساعدك ذلك في تقريب وجهات النظر، وفي تحقيق السعادة في حياتكما مستقبلا.
وليس من مصلحة الخاطبين إطالة فترة الانتظار؛ لأن ذلك يجلب الملل ويدخل مشاعر الخوف في نفس أهل الفتاة، الذين يصعب عليهم انتظار المجهول وتفويت الفرص على فتاتهم، كما أن التمادي في المكالمات والتوسع في العواطف يعتبر خصما على سعادة الأسرة مستقبلا، ولا تخلو هذه الفترة من المجاملات، وقد ثبت للمهتمين أن العلاقات الواسعة قبل الزواج من أسباب قصر عمر الحياة الزوجية، وسبب لكثرة الخلافات والأزمات.
ومن هنا فنحن نوصيكما بتقوى الله وطاعته، والحرص على البعد عن المعاصي، فإن لها شؤمها ونسأل الله أن يجمع بينكما في خير، وشكرا لك على هذا الحرص الذي دفعك للسؤال؛ فأسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك.
والله ولي التوفيق والسداد.