السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في مجهوداتكم
أنا شاب بعمر 29 سنة، ووزني 60 كغ، رغم كوني لا أفتقد إلى شهية الأكل، غير أني لسنين طويلة (17سنة) وأنا أعاني من إدمان معصية الإباحيات والعادة السرية، لقد حاولت كثيرا الإقلاع عنها لكني كنت في كل مرة أتوب وأعود، حاليا أنا في رحلة التعافي بعون الله، منذ أكثر من4 أشهر –دعواتكم لي بالثبات-.
لقد أثرت هذه المعصية علي نفسيا، فقد أصبت بالرهاب الاجتماعي والقلق المتواصل، لذلك أحببت أن أستفسر إن كانت حالتي البدنية كذلك على علاقة بهذه المعصية أم أنه هناك سببا آخر، خاصة وأن الكتلة العظمية تبدو لي ليست على ما يرام، رغم أن الطبيب المختص أخبرني بأن حالتي طبيعية وأن الناس تختلف من شخص لآخر في هذه المسألة.
علما بأن أفراد عالتي جميعا لديهم كتلة عظمية كثيفة مقارنة بي، أنا لا أقارن نفسي بهم -لله الحمد- ولكن أحب أن أعرف إن كانت مشكلة عضوية أم أن المسألة نفسية لا غير؟ وهل من الممكن أن تتحسن حالتي النفسية والجسمية عند توقفي نهائيا عن هذه المعصية؟
أخيرا: لا تنسونا من صالح دعائكم بالمغفرة والهداية والثبات، أحسن الله إليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وزن 60 كجم لا يمثل نحافة شديدة حتى لو كان طولك 175 سم، فما زال معدل كتلة الجسم فوق 19 والمتوسط لمعدل كتلة الجسم من 19 إلى 25، وفي العموم فإن مشاهدة المقاطع الإباحية والتعود على ممارسة العادة السرية له مخاطر عدة حيث تورث ضعف الشخصية والانطواء، وفقدان الثقة بالنفس والتأخر الدراسي، والبعد عن الله، فالمشغول بالإثارة الجنسية ليل نهار لن يخطر على باله الصلاة ولا الأذكار ولا القراءة، ندعو الله سبحانه وتعالى للشباب من الجنسين أن يتوقفوا عن تلك العادة السيئة.
ممارسة العادة تؤثر على الجانب النفسي كما تؤثر على الجانب العضوي، فبالإضافة إلى الرهاب الاجتماعي والخوف المرضي والتوتر والقلق هناك التهاب في المسالك البولية، وفقدان الشهية لتناول الطعام، خصوصا إذا كنت مدخنا، بالإضافة إلى احتقان البروستاتا، لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا، ولا حتى قليلا، ووقته مشغول وفكره مرتبط بهذه العادة، والمتعة المصاحبة للعادة في الواقع متعة زائفة للحظات، يتبعها ندم شديد وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك بل تأخذ من رصيد حياتك يوما بعد يوم.
الحل كما في السنة المطهرة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: { يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن الصوم وقاية وجنة من المعاصي، ومن كل ما يخالف شرع الله.
جدد النية واعزم على شيء من صوم النافلة بنية التوقف عن تلك العادة، مع التزام الفرائض والإكثار من السنن، وقراءة ورد القرآن، وأذكار الصباح والمساء والاستغفار.
يمكنك تعويض فقدان الشهية بتناول وجبات خفيفة ومتكررة، أي 6 وجبات في اليوم بدلا من ثلاث، ونركز على البروتين الحيواني، والنباتي، والفواكه، واللبن الرائب أو الزبادي، مع قطع من الموز والتمر وفاكهة التين.
لامانع من عمل تحليل بول، وفي حال وجود صديد لا بأس من عمل مزرعة لمعرفة نوع البكتيريا، ونوع المضاد الحيوي المناسب، مع تناول أحد مقويات الدم، وحبوب فيتامين D جرعة 50000 وحدة دولية، وأخذ قسط كاف من النوم، وستتغير حياتك إلى الأفضل، إن شاء الله.
وفقك الله لما فيه الخير.