السؤال
السلام عليكم.
لي أخت تبلغ من العمر 16 عاما إلا شهرا، وفي حياة والدي منذ سنتين تقدم ابن عمتي لخطبتها، ووقتها كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وكنا رافضين الخطبة لصغر سنها، ولكن والدي كان يخشى أن يحرج أخته فوافق، وقالوا: الزواج يتم عند بلوغها 16 عاما، وكنا رافضين أيضا لولا إصرار عمتي على الاستعجال، ووالدي كان يخشى غضبها خاصة أنها تعز عليه.
في البداية أختي كانت غير راضية، ولكن الآن هي سعيدة بذلك، وأراد الله وتوفي والدي منذ عام، وجاءت عمتي منذ أيام لتتفق على موعد الزواج، وتريد أن يتم في آخر الشهر القادم، وستكون أختي تمت ال16 عاما.
ولكن أنا وأخي نخشى أن نكون بموافقتنا وإتمام الزواج أن نظلم أختنا بسبب صغر سنها، فما الضابط الشرعي في هذه الحالة، وهل يقع علينا الذنب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imran حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فالأمر يحتاج منكم إلى عدة أمور:
أولا: النظر إلى الخاطب من الناحية الدينية والخلقية، فإن كان متدينا خلوقا فقد أصبح أهلا لأن يتم الزوج بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وأما إذا لم يكن صاحب دين وخلق فإنه لا يلزمك إتمام هذا العقد.
ثانيا: إذا كان الشاب متدينا وخلوقا فاذهب للحديث مع أختك وحاورها، وبين لها أنها صاحبة الحق الأصيل، وأنك ستقف بجوارها مهما كان القرار الذي تريده، لابد أن تستشعر الفتاة أنها غير مجبرة على أحد، وأن الخيار لها، حتى تكون على قناعة تامة بالاختيار.
ثالثا: علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- الاستخارة قبل القدوم على أي فعل وصفتها: أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك وهو: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه بعينه من زواج أو سفر أو غيرهما- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به" (رواه الإمام البخاري في صحيحه).
وعليه فيجب عليك أن تعلم الفتاة ذلك، وأن تستخير الله عز وجل، فالاستخارة لا يعقبها أخي إلا الخير.
نسأل الله أن يبارك فيك وفيها، وأن يقدر الله لكم الخير حيث كان، والله الموفق.