محتارة في اتخاذ قرار نهائي حول التخصص الذي يناسبني

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شيماء، عمري 20 سنة، تخرجت سنة 2020، ولكني إلى اليوم لا أستطيع أن آخذ قرارا نهائيا في دراستي ومحتارة جدا.

قبل كذا شهر دخلت في تخصص علم النفس دخلته عن رغبة وحب له؛ لأني أحب أن أكون متحدثة وناصحة وناشرة عن الإسلام والدين، وأحب أن أجد حلولا لمشاكل الناس، وأشعر بالسعادة عندما أجد حلا لمشاكلهم، لكني لا أعرف لماذا لم أرتح، عندما بدأت الدراسة أحسست كأنه جبل على ظهري، ربما لأن جامعتي كانت ببلد غير بلدي، فقررت أن أغير تخصصي؛ لأني لست مرتاحة.

أنا أحب الرسم، وأحب التصوير، وأحب علوم الحاسوب، أحب الأشياء الفنية ولكني محتارة جدا وأخاف أن أتأخر عن دراستي إذا لم أختر التخصص بسرعة، أشعر بضغط وعدم راحة، وأيضا لا أريد أن أخيب أمل أهلي في، ولا أريدهم أن ينظروا لي بأني لم أستطع اتخاذ قرار نهائي، لكني لا أستطيع أن آخذ قرارا نهائيا لدراستي ومستقبلي، وحاليا أفكر في دراسة علوم الحاسوب لكني أخاف من أن أشعر بعدم الراحة فيها وأرجع وأحتار.

شكرا على الرد مقدما، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الكريمة: ما تمرين به اليوم هو أمر طبيعي لا ينبغي عليك القلق منه أو الاضطراب، فما من أحد في مكانك إلا وهو يحتار بين ما يرغب وما يحب ويقلق من الاختيار غير الموفق، وهذا أمر طبيعي فلا تنزعجي.

حتى يكون الاختيار موفقا لا بد من مراعاة ما يلي على أن يكون على الترتيب:

1- المعرفة الأفقية حول كل التخصصات المتاحة لك: وهذه المعرفة تشتمل على:

- التخصص، والمواد التي تدرس فيه، ومستقبل تلك الكلية أي ما بعد التخرج.

وهذا ينبغي أن تستشيري فيه أهل الاختصاص من ناحية، وكذلك الطلاب الذين في التخصص.

2- تحديد اختصاص أو اثنين أو ثلاثة على أن يكون في الاختيار: قناعة عقلية، وعدم معارضة نفسية، ولاحظي أننا قلنا عدم معارضة نفسية ولم نقل ميل نفسي؛ لأن الميل النفسي ليس مرادا في هذه المرحلة.

3- بعد أن يتم الاختيار والتحديد انظري إلى أفضل تلك الأقسام وأقربها إلى ميولك.

4- بعد أن استشرت ابدئي بالاستخارة وصفتها: أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك وهو: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه بعينه من زواج أو سفر أو غيرهما- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به" (رواه الإمام البخاري في صحيحه).

ثم بعد ذلك تقدمي إلى هذا التخصص، واعلمي أنك ستوفقين إلى الخير بعدما بذلت جهدك، وبعد الاستشارة والاستخارة.

وأخيرا: لن يكون تخصص بلا تعب، ولن تجدي تخصصا لا يحتاج إلى جهد، فلا يحملنك الجهد المبذول على ترك أو الخوف من التخصص.

نسأل الله أن يوفقك للخير، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات