السؤال
السلام عليكم.
بدأت مشكلتي بعد أن أخذت حقنة دكلوفين في عضلة المؤخرة قبل 3 أشهر، بعدها بدقائق أحسست بألم مجاور لمكان الحقن، ويمتد لجانب الفخذ الأيمن، مع شد في الفخذ، فراجعت طبيب الأعصاب، وبعد الفحص السريري قال: إن العصب سليم، وما حدث تهيج للعصب يحتاج لوقت، وصرف لي دواء جيجابنتين 300 حبة يوميا، تناولت 5 كبسولات لمدة 5 أيام، ثم ظهرت أعراض تنمل في اليد والرجل اليسرى والرقبة، فأوقفت العلاج وتحملت الألم.
وبعد شهرين أصبحت أشعر بنفس الألم في الجانب الأيسر، ألم في المؤخرة من أعلى الألية، مثل الوخز، ويمتد شد عضلي في الفخذ الأيسر من الجانب الخارجي، مع تنمل عند الجلوس، وأصبح الألم متبادلا يوما في الجهة اليسرى والرجل اليسرى، ويوما في الجهة اليمنى والرجل اليمنى.
راجعت طبيب الأسرة، فقال: إنه شد عضلي، ويأخذ وقتا حتى يختفي، وأوصاني بالمشي بشكل يومي، لكن الألم استمر، فتوجهت إلى طبيب جراحة العظام، طلب صورة أشعة للحوض، وكانت النتيجة سليمة، فأوصى بعمل تخطيط عصب وصورة رنين مغناطيسي لأسفل الظهر، فقمت بعمل تخطيط العصب، فتبين أن الرجل اليمنى سليمة، والتي بدأت منها المشكلة بعد الحقنة، وأن الساق اليسرى بها إشارة ضعيفة للعصب، وغضروف بسيط لا يتطلب جراحة، ولا علاجا طبيعيا، ولا يسبب هذا الألم -حسب طبيب الأعصاب-، والسبب نفسي.
هناك أعراض ظهرت، مثل ضعف القذف أحيانا، وشعور غير مريح في الأمعاء، وشعور بالخوف والحزن والتوتر منذ أخذ الحقنة، وفقدت 9 كيلوات من وزني خلال 70 يوما، وتزامت هذه الأحداث مع وجود والدي في المستشفى، فهل مشكلتي نفسية؟ وما العلاج؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تحول الألم لديك من مجرد ألم في الفخذ -بعد أخذ حقنة في العضل- إلى متلازمة الألم المزمن، أو ما يطلق عليه فيبروميالجيا fibromyalgia، أو مرض الألم العضلي الليفي، وهو يمثل شعورا بالألم في كافة أنحاء الجسم، أو كما تقول ألم متبادل في الجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى، مع عدم الرغبة في العمل أو الخروج من المنزل، والشعور بالاكتئاب، ويمثل الجانب النفسي جزءا مهما جدا من أعراض الألم المزمن.
والسبب غير واضح في كثير من الأحيان، ولكن قد يكون نقص فيتامين D ونقص فيتامين B12، بالإضافة لفقر الدم والأرق والتوتر علاقة بالمرض، وعدم أخذ قسط كاف من النوم الذي يحرم الجسم من المواد المسكنة القوية التي يفرزها الجسم ليلا، كل ذلك يؤدي إلى الكثير من الآلام التي يصعب تفسيرها، كذلك فهناك عامل وراثي في الأسرة، فنجد الآباء والأجداد كانوا يعانون من نفس المشكلة.
لذلك من المهم ضبط مستوى فيتامين D3 من خلال أخذ كبسولتين مرة واحدة، ثم كبسولة أسبوعية جرعة 50.000 وحدة دولية لمدة 4 شهور بعد ذلك، لتعويض الناقص من ذلك الفيتامين، مع أهمية التعرض لأشعة الشمس المباشرة -المشي بملابس رياضية-، حيث إن المشي يعالج الشعور بالاكتئاب، ولأن فيتامين D موجود تحت الجلد بصورة خاملة، ويحتاج أشعة الشمس إلى تنشيطه نصف ساعة يوميا.
ومما يفيد في العلاج ما يعرف Physical Therapy الذي يعتمد على الحمامات الباردة والحمامات الساخنة بالتناوب، ويمكنك فعل ذلك عن طريق التدرج في برودة الماء من الساخن إلى الفاتر، حتى تتعود الخلايا على ذلك، ثم زيادة برودة الماء التدريجية حتى الوصول إلى درجة برودة معقولة يتحملها الجسم، لأن الحمام البارد ينشط الدورة الدموية، ويعالج الألم، وكذلك الحمام الساخن يساعد في ارتخاء وراحة عضلات الجسم.
ومما قد يساعد في علاج متلازمة الألم المزمن تناول مضادات الاكتئاب مثل بروزاك prozac أو سيبراليكس cipralix ولكن أنصح بزيارة طبيب نفسية وعصبية لأخذ التاريخ المرضي والتشخيص وبيان مدى الحاجة لتناول تلك الأدوية.
كذلك فإن العلاج بالمساج يساعد كثيرا على التخلص من تلك الآلام المزمنة، مع تناول كبسولات مسكنة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة 7 أيام، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.
وفقك الله لما فيه الخير.