أعجبت بفتاة وأريد خطبتها ولكن أمها ترفض.. ما الحل؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، رأيت فتاة في قريتنا وأعجبت بها كثيرا، ومع مرور الوقت وبعد ما رأيتها أكثر من مرة أحببتها كثيرا، وتعلقت بها، فأخبرت أمي أني رأيت فتاة، وأريد أن أخطبها، فذهبت أمي إلى أمها؛ لأن والدها متوفى، فرفضت الأم بدون سبب.

مع العلم أن أهل قريتنا يشهدون لي بالأدب والأخلاق والالتزام، ولله الحمد، فلم أستسلم واستمريت لأكثر من سنة، وأنا أحاول إقناع أمها، ولكنها ترفض وبعد سنة من المحاولات مني ومن الفتاة اضطرت الفتاة لتراسلني وبعد ذلك نتحدث في الهاتف، ولنا أكثر من ثلاث سنوات نتحدث في الهاتف وأنا أشعر بالذنب ولكن كلما أردت أن أتوب ولا أكلمها تقول لي إنك تريد أن تتركني وتبيعني، فلا أستطيع أن أقاوم؛ لأنها تبكي كثيرا، وتحبني كثيرا، وهي فتاة حافظة لكتاب الله وملتزمة، فأرشدوني ماذا أفعل؟ لأني تعبت كثيرا من المحاولات مع أمها التي استمرت أربع سنوات، وماذا أفعل لكي أتوب من كلامي مع هذه الفتاة؟ ومع العلم أني على عهدي معها بأني لن أتخلى عنها أو أتركها، فأفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أشكرك على حرصك في تحري الحلال؛ وسؤالك وتأنيب نفسك لك هو خير دليل على ذلك، فأسأل الله أن يديم عليك تلك النعمة.

يقول الله عز وجل " فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان" وتفسير تلك الآية أن الزواج لا يتم إلا بإذن أولياء الفتاة، ومتخذات أخدان يعني (أصدقاء أو أخلاء) .. فلا يجوز لك إقامة علاقة بينك والفتاة دون وجه شرعي، فيجب قطع العلاقة بينك وبينها حتى تجد حلا لتلك الإشكالية.

أما مشكلة والدتها، فحاول أن تذهب إلى ولي الفتاة من الرجال من الأعمام أو الأخوال، والتحدث معهم، فمن الممكن أن يكون لهم تأثير عليها، طالما أنك مؤهل للزواج ماليا وبدنيا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا نكاح إلا بولي )، وولي المرأة هو: أبوها، ثم أبوه، ثم ابنها ثم ابنه (هذا إن كان لها ولد)، ثم أخوها لأبيها وأمها، ثم أخوها لأبيها فقط، ثم أبناؤهما، ثم الأعمام، ثم أبناؤهم، ثم عمومة الأب، ثم السلطان.

أما العلاقة بينكما، فاقطعها والصبر عليها هو خير علاج، فتواصلكما مع بعضكما لا يعطي فرصة للنار أن تخمد، فتظل موقدة ويظل الاشتياق في ازدياد وتستعر في كل مرة، حتى وإن لم تقدر لك تلك الفتاة فلا تلوث ما بقي من فطرتها السليمة عبر التحدث معها، ولا تترك فرصة إلى خلق شوائب لك داخل قلبها، فتفسد عليها حياتها إن تزوجت غيرك، وقد قال الإمام الشافعي: (ففي الناس إبدال وفي الترك راحة)، في الترك راحة لك ولها، فأنصحك أخي بالابتعاد والصبر عن تلك العلاقة حتى يقضي الله بينكما أمرا، ولا تتأثر بمشاعر الفتاة حتى وإن فعلت ما فعلت من بذل المشاعر.

اعلم أيضا أن أمر الزواج من الرزق، وقد كتبه الله لك، فزوجتك مقدرة لك كما هو رزقك من المال، فارض بقضاء الله في جميع الأحوال سواء خطبت تلك الفتاة أم غيرها، فالرضا بقضاء الله خير معين لمعالجة سخط النفس.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات