الموازنة في الإنفاق دون الوقوع في الإسراف أو التقتير..

0 15

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة حدث معي أمر، حيث إني طالب جامعي أدرس بعيدا عن أهلي، لا أعمل، لذلك هم من يرسل لي الأموال للدراسة، والأكل وغيرها، فكنت أحب أن أكون حريصا على أن لا أنفق الأموال كثيرا رحمة بأهلي، وفي إحدى المرات كنت قد جمعت مبلغا من المال وادخرته، ولقد حرمت نفسي من أشياء كثيرة، كقلة الأكل ومثلها، فخرجت في إحدى المرات مع أصدقائي، وعندما رجعت وجدت أن المال سقط مني أثناء العودة، فأصابني هم بسبب ذلك، فأخبرتني والدتي أن ذلك كان بسبب تخطيطي، وحرصي على المال، وأنه يجب للمرء أن يتركها الله، ولا يخطط ويحسب للأمور، فكنت أريد أن أعرف مدى صحة هذا الكلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: شعورك بأهلك ومعاناتهم لأجلك أمر جيد، ويدل على فهمك للحياة، وما تفرضه على الوالدين من تضحيات لأجل أولادهم، ونسأل الله أن يعينهم على ذلك، وأن يتقبل منهم، وأن يبارك فيك.

ثانيا: والدتك عندها حق في حديثها لك؛ لأن الأصل أن تنفق على نفسك بالمعروف، بلا إسراف ولا تقتير، وأن توقن أن الله هو الرزاق الكريم، عليك أخذ الأسباب، وعدم حرمان نفسك خاصة من المتطلبات الرئيسية، وهذا لا يتنافى مع التخطيط ولا يتعارض، فالتخطيط أمر محمود في الشريعة، مطالب به المسلم، لكن لا ينبغي أن يجور التخطيط على الحقوق الرئيسية التي تجعلك تضر بنفسك، أو بمصالحك الأصلية.

ثالثا: ما حدث معك من ضياع المال أمر له حكمة نحن نجهلها، وعلينا التسليم لما قضى الله وقدر، ونأخذ العبرة مما حدث بفعل ما يلي:

1- الإسراف كما التقتير كلاهما لا يجوز للمسلم الوقوع في أحدهما.
2- التخطيط أمر لا بد منه، غير أنه لا ينبغي أن يجور على حقوقك الرئيسة، أو على ما يضرك جسديا أو نفسيا.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، وأن يصلحك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات