السؤال
السلام عليكم.
توفيت أمي -رحمها الله- قبل ثلاثة أيام، عانت كثيرا، فقد أصيبت بمرض السرطان والذي انتشر في جسمها، ثم انتقل لكبدها فماتت.
أمي كانت مواظبة على قيام الليل والصلاة وقراءة القرآن صباحا، أدعو لها دائما، وفي آخر شهر توقفت عن العمل وكنت بجوارها، وفي اليوم الأخير قبل وفاتها دلكت جميع جسمها بالزيت لكي يتحرك الدم، وهذا نصيحة من الممرض لأنها في الفراش، وبعد عدة ساعات ظهرت بقع حمراء على جسمها، وقالت هذا من عملك، وأنا لم أقصد، وثاني يوم توفاها الله، أشعر بتأنيب الضمير، وأفكر هل فعلا هذا بسببي؟ أنا قصدت فقط الخير.
أمي توفيت وهي تتشهد وأصبعها مرفوع، وتوفيت بمرض السرطان، هل تعتبر مبطونة؟ كانت مبتسمة ووجهها يشع نورا عند تغسيلها، فهل هذا من حسن الخاتمة؟ فكل من جاء ليعزينا ذكرها بالخير، وهذا حقا أسعدني، أتمنى من الله أن يريني فيها رؤيا جميلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يعظم أجرك ويرحم أمك رحمة واسعة.
وثانيا: نرجو -إن شاء الله- أن تكون أمك من الشهداء، فالمبطون شهيد، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمقصود بالمبطون من يموت بمرض باطن، وهذا المرض الذي وصفت من هذا النوع من الأمراض، نسأل الله تعالى أن يكتب لأمك هذه المنزلة.
وما وصفت من أحوالها الحسنة وطاعاتها يبشر بخير -إن شاء الله-، فنرجو الله تعالى أن تكون خاتمتها خاتمة حسنة، وقد ذكرت أنها تموت وهي تتشهد، ومن كان آخر كلامه (لا إله إلا الله) دخل الجنة، هكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأما في شأن ما فعلته بها من التدليك بنصيحة الممرض، فأنت قصدت بذلك النفع والخير، ولست معتدية في ذلك، أنت مأجورة غير مأزورة، فلا تقلقي بشأن هذا، وكون أمك غضبت لأنها تظن أنه بسبب عملك أنت، فإن ذلك لن يغير من حقيقة الأمر شيئا، والله تعالى يعلم المفسد من المصلح، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {والله يعلم المفسد من المصلح}، فلا تقلقي بهذا، ونصيحتنا لك أن تكثري من الدعاء لأمك، فإن الدعاء ينفعها، أكثري من الاستغفار لها، وإذا تمكنت من الصدقة عنها فذلك شيء حسن.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.