أعاني من فقدان القدرة على مواصلة الدراسة، فما نصيحتكم لي؟

0 43

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة، حيث إني منذ سنتين كنت طالبا في الثانوية العامة بمصر، ونظام الثانوية العامة بمصر بحيث تحتاج الدراسة لمجهود لكي تدخل كلية مرموقة، أو كلية ذات تخصص طبي، وهي التي تشغل بال الطلاب ككل، حيث تحتل دائما هذه الكليات قمة ترتيب الكليات التي تتطلب مجموعا مرتفعا، نظرا لما يرتبط بها من استقرار للمعيشة بعد التخرج، وما يسمونه بضمان وتأمين المستقبل، والحمد لله، في تلك السنة أمدني الله بعون لا أجد لمثله نظيرا، وكنت أذاكر بالساعات دون كلل أو ملل.

الآن أنا بعد سنتين في كليتي -وهي من كليات التخصص الطبي- لا أجد مثل تلك الطاقة التي كنت أجدها في المرحلة الثانوية العامة، وكأن الجسم وصل للغاية، وفقد الشغف في المواصلة، أو أصابه التعب، ولكن يأبى أن تنتهي استراحته، وترتب على ذلك تدني GPA -المعدل الدراسي - الخاص بي.

كذلك ما لا أجد له تفسيرا، ومما جعل الأمر أكثر غرابة بالنسبة لي، أجد أحيانا بعضا من الطاقة تلك وقدرة على مذاكرة جيدة، وتارة أخرى تختفي تلك الطاقة، ها يكون ذلك لعدم حبي للتخصص؟ رغم أني أجد داخليا حبا له، وذلك ما أخبر به نفسي دائما.

لو تفضلتم بتوضيح حكم الدراسة في كلية العلاج الطبيعي، فأخاف أن يكون لما به من التعرض لأجساد النساء، بما يسمى التمارين العلاجية، فيكون فيه من الحرام شيء.

أخيرا أحب أن أشكركم على جهودكم العظيمة، جعلها الله في ميزان حسناتكم، كعلم ينتفع به، ووفقكم لكل قول وعمل يرضيه، وآسف على الإطالة، ولكن هلا دعوتم لي، فالله يعلم مقدار السرور الذي يدخل في نفسي أن أمثالكم يدعو لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك.

بخصوص ما تفضلت به، فإننا نحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:
1- الفتور عن الدراسة أحينا يعد أمرا طبيعيا لا ينبغي أن تقلق منه، لأن النفس بطبيعتها تمل، خاصة إذا كان الأمر مفروضا عليها، ولكن لكل فتور أسباب تخصه، والنظر إلى الأسباب أولى من البكاء على الفتور.

2- هناك ما يسمى بـ(بؤرة الاهتمام) وهو الأمر المركوز في النفس الذي لم تجد ما يستحق أن تشغل عنه، متى ما وصلت إلى هذه المرحلة فثق بأن الجهد سيتضاعف والإقبال سيزيد، ودعنا نضرب لك مثالا، لو أن شابا أتاك الآن وأخبرك أنه يريد أن يخرج معك للتسلية في مكان ما، ستكون الرغبة في القبول محل نظر، لأن الدراسة الآن ليس بؤرة الاهتمام، لكن لو أتاك نفس الشاب ليلة الامتحان؟! الأمر حتما سيختلف، وعليه فأول طريق لاستعادة النشاط هو تضخيم هدف الدراسة في ذاتك حتى تكون هي وحدها بعد طاعتك لله عز وجل بؤرة اهتمامك.

3- الأوقات الضائعة إذا ما تم حصرها بدقة وترتيبها وفق الأولويات ستكون معينا قويا لك.

4- الإقبال على الدراسة وأنت مصاحب نية في التعلم محفز قوي لاستعادة النشاط، كأن تكون نيتك مساعدة المحتاج بما لديك من علم.

5-الاستعانة بالله عز وجل، وتأدية ما عليك من طاعة، والابتعاد عن المعاصي هو أعظم معين لك على الدراسة.

6- أما المحبة القلبية للتخصص من عدمه فأكثر الطلاب وخاصة في السنين الأولى ينتابهم مثل هذا التصور، ونحن نرجعه إلى تلبيس إبليس له حتى لا يتقدم نحو هدفه، فاسنعذ بالله منه وأتمم ما عليك.

أما بالنسبة لسؤالك عن حكم الشرع في معالجة النساء: فلا يخفاك أن الأصل المنع، وعلى الطبيب المسلم أن يجتهد في الابتعاد عن معالجة النساء إلا للضرورة، وبالقدر الذي تتم به المعالجة، ووفق الضوابط الشرعية المعروفة: فقد قرر الفقهاء أن "الأصل إذا توافرت طبيبة متخصصة؛ يجب أن تقوم بالكشف على المريضة، وإذا لم يتوافر ذلك؛ فتقوم بذلك طبيبة غير مسلمة ثقة، فإن لم يتوافر ذلك؛ يقوم به طبيب مسلم، وإن لم يتوافر طبيب مسلم؛ يمكن أن يقوم مقامه طبيب غير مسلم، على أن يطلع من جسم المرأة على قدر الحاجة في تشخيص المرض ومداواته، وألا يزيد عن ذلك، وأن يغض الطرف قدر استطاعته، وأن تكون معالجة الطبيب للمرأة هذه بحضور محرم أو زوج أو امرأة ثقة؛ خشية الخلوة".

نسأل الله التوفيق والسداد لك، ونأمل أن تراسلنا كلما احتجت، ونسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات