السؤال
السلام عليكم.
لا أقدر على معاشرة الناس، التعامل معهم يؤذيني بشدة ويجعلني أتمنى الموت كلما فتحت عيني إلى أن أنام، أصلي والحمدلله، وأحب الله، ولكن لا آمن مكر الناس وإذائهم وظلمهم، حياتي أصبحت مستحيلة، وبالرغم من أني أعرف أن تمني الموت حرام إلا أنني أطلبها من ربي في كل صلاة، أقل الأشياء تسبب لي أذى وقلق نفسي ولم تجدي زيارات الأطباء النفسيين.
أعيش في وهمي وخيالاتي حتى أستطيع النوم، باختصار عقلي وقلبي وجسدي مؤمنين ومقتنعين أن الحياة هم ثقيل وحمل لا يستطيعوا تحمله ولا يطيقونه، ولا أدري ما العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأشكرك أنك تواصلت معنا عبر الشبكة الإسلامية.
بالرغم من صعوبة الوضع الذي أنت فيه، لا أكتمك سرا أني قرأت رسالتك أكثر من مرة، وحاولت قراءة ما بين السطور لمعرفة سؤالك بدقة وما ورائه، آلمني أنك تشعر بما تشعر به، ولا شك أنك عانيت كثيرا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، فهمت من سؤالك أنك لا تحب معاشرة الناس وأنك تتأذى منهم لدرجة أنك تتمنى الموت إلا أن دينك وإيمانك وصلاتك وحبك لله تعالى يمنعك من أن تتمنى الموت.
بالرغم من أنك تجد الحياة هما ثقيلا، وفهمت أيضا من سؤالك أنك قد راجعت عددا من الأطباء النفسيين، كنت أتمنى لو ذكرت لنا بعض التفاصيل ماذا قالوا لك، وماذا شخصوا إن وجد التشخيص، وأذكر نفسي وإياك بقوله تعالى في سورة الأحزاب: (إنا عرضنا ٱلأمانة على ٱلسمٰوٰت وٱلأرض وٱلجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها ٱلإنسٰن ۖ إنهۥ كان ظلوما جهولا)، فلا شك أن الحياة فيها تحديات إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجهنا بقوله: "اعملوا فكلا ميسر لما خلق له"، فما هو العمل المطلوب منك الآن، لم تعطينا ما يعيننا على تشخيص ما أنت فيه.
وأنا عادة أقول أنه يصعب العلاج دون تشخيص دقيق، فإذا أحببت يمكنك أن تعود إلينا في الشبكة الإسلامية وتكتب إلينا مجددا ببعض التفاصيل فلعلنا نصل معك إلى جواب أكثر دقة، ليساعدك على الخروج مما أنت فيه، وإلا أطلب منك مراجعة طبيب نفسي واحد، فليس من رأى كمن سمع، ولعلك وإياه تضعا خطة علاجية للخروج مما أنت فيه كي لا تعود الحياة هما شديدا، ولكن كل هذا بعد وضع التشخيص ولا شك سيقوم الطبيب بأخذ التفاصيل وفحص الحالة الذهنية والنفسية، أدعو الله تعالى أن يخفف عنك هم الدنيا، وأن يعينك على متابعة الطريق محافظا على دينك وإيمانك وحبك لله سبحانه وتعالى.