السؤال
السلام عليكم.
أريد حلا لمشكلتي، أنا متطوع في المسجد، أحيانا أريد أن أعمل ولكن عندما أرى الناس أشعر أن نفسي ترائي، وأنا لا أحب هذا العمل وأخاف منه، أريد منكم حلا لهذه المشكلة، وادعوا لي أن لا أقترب من الرياء هذا والعجب، والحسد، والبغض والكبر.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وإنا نحمد الله الكريم إليك أن من عليك بحب كتابه، وحلاوة التلذذ به، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
لم نتفهم مقصد سؤالك تحديدا، لكنه لا يخلو من أمرين:
1- إما أنك تعمل العمل وتخاف الرياء.
2- أو أنك ترى من يعمل مثلك ويقع في قلبك أنه مراء.
وبداية نقول لك: العمل في المسجد تطوعا من أجل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وفيها مع ذلك تربية للنفس من جوانب متعددة، وإنا لنرجو الله الكريم أن يكتب لك أعظم الأجر على ما قمت به.
ومن كان هذا حاله فحتما لن يسلمه الشيطان، بل سيدخل عليه من كل باب إما ليزهده في العمل، أو ليضيع ثوابه أو بعضه، وهنا لابد من توضيح بعض النقاط:
1- الخوف من الرياء علامة صحة لا مرض: بل هو نهج الصالحين وسلف هذه الأمة -رضي الله عنهم-، فقد روى البخاري عن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى على نفسه النفاق، وما منهم أحد يزعم أن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل.
2- القعود عن العمل خوفا من الرياء محظور: فالأصل أن يعمل المرء لا أن يتوقف، والخوف من الرياء ممدوح بشرط ألا يدفعنا إلى المحذور منه وهو القعود عن العمل.
فإذا عملت عملا قصدته خالصا لوجه الله، وبدون قصد علمه الناس، فشعرت بسعادة في قلبك فلا يعتبر رياء، فقد روى مسلم عن أبي ذر قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن" .
وعليه أخي الحبيب أن لا تتوقف عن عمل الخير، واجتهد كل الاجتهاد في بذل ما لديك، ويمكنك أن تذهب في غير أوقات الناس أو تجمعهم، زيادة في الحيطة والحذر، لكن لا تتوقف.
وإذا رأيت من يعمل وأتاك الشيطان موسوسا أنهم يعملون رياء، فاستعذ بالله من ذلك، وأكثر من الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، واذهب معهم وساعدهم، وأرغم أنف الشيطان بذلك.
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.