أوسوس كثيرًا بالموت وأفسر أي حدث بدنو أجلي، فماذا أفعل؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.


أنا بعمر 23 سنة، أعاني من وسواس قهري في عدة أشياء، ولكن أصعبهم وسواس الموت، دائما أفكر في الموت على مدار يومي، لا أستطيع أن أفكر في شيء آخر.

دائما تصادفني آيات الموت، أو كلمة الموت، ودائما ما أربط الأحداث ببعضها، وأعتبرها إشارة لي، وأشعر باليأس من حالتي، لا أستطيع أن أفكر بإيجابية، أصبت بالاكتئاب وبنوبات هلع.

لا أستطيع المضي قدما في مستقبلي، أحيانا أقول لنفسي: هذا وسواس، وأحاول أن أحقره، لكن أخاف أن لا يكون وسواسا.

أصبت بفقدان كثير في الوزن وبتوهان وتعب في الجسد خوف باستمرار، غير ذلك دائما أحلم أحلام مزعجة وأفسرها على مزاجي وأقول: إنه الموت
عندما أتعب أقول سأموت.

لقد ضاقت دنياي من هذا الوسواس، مهما حاولت أن أخفف عن نفسي لكن بلا جدوى، دائما أحاسيس مخيفة.

أكثر ما يحبطني حين تقع عيني علي كلمة الموت أو تسمع أذني آيات الموت، وأصبحت أخاف أن أرى أرقاما وتواريخ، أو كلمة غدا أو الليلة فور ما تقع عيني على رقم أقول: سأموت في هذا اليوم!

لم أذهب لدكتور نفسي بسبب هذا الوسواس دائما ما يقول لي ستموتين، لماذا تذهبين؟ وأخاف الخروج من المنزل، وعندما أري كلاما ولا أريد أن أقرأه يقول لي: اقرئيه وإلا ستموتين.

هذا الوسواس يضطرني لفعل أشياء خارج عن إرادتي، وغير ذلك أصبت بوسواس في الصلاة وفي الوضوء وفي الطهارة، ولا أعرف أيا منهم أسيطر عليه.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الفاضلة، نرحب بك عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكر لك كتابتك المفصلة في وصف حالتك هذه، والتي من الواضح أنك تعانين وبشكل شديد من هذه الأفكار الوسواسية القهرية، والتي ليس مستغربا أن تتناولي مواضيع مختلفة كالموت والصلاة وبعض الأسئلة عن جدوى ما أنت فيه إلى آخره.

ليس غريبا أيضا أن يترافق الوسواس القهري بالاكتئاب والذي يبدو أن عندك بعض أعراض هذا الاكتئاب، كنقص الوزن ورؤية المستقبل السلبية، والتفكير بالموت، فهذه كلها أيضا تشير إلى حالة من الاكتئاب النفسي، وعادة قد يعاني المصاب بالوسواس القهري لأشهر أو سنوات ثم نتيجة تأثير هذه الأفكار الوسواسية القهرية يصاب بالاكتئاب، مما يدفعه لطلب العلاج النفسي.

كثيرا ما يأتي الاكتئاب بالمريض لنكتشف الوسواس الذي كان موجودا منذ أشهر أو سنوات، ومن الواضح أيضا أن الأفكار الوسواسية هذه بدأت تؤثر على كامل حياتك، فأنت الآن لا تخرجين من البيت، وتجلسين مع هذه الدائرة من الأفكار القهرية إلى ما لا نهاية.

أبشرك أن هناك علاجا للوسواس القهري، وهو أصبح علاجا فعالا جدا، والرسول صل الله عليه وسلم يشير إلينا بضرورة التداوي والعلاج، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله فإنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برئه بإذن الله".

حقيقة أدعوك أن تشدي الهمة، وتأخذي موعدا مع طبيبة نفسية، هناك من الطبيبات النفسيات الفضليات في مصر، وبحيث تؤكد لك التشخيص ثم تضع لك الخطة العلاجية لتخرجي مما أنت فيه وتعودي إلى الحياة ببهجة وحضور.

لتقر عينك بما أنت فيه، وبما أنعم الله تعالى عليك به، وأنا متأكد أنك ستخرجين من هذا الحال إن شاء الله تعالى، ولكن كما قلت: لا بد من التشخيص والعلاج الفعال.

أرجو أن لا تترددي في أخذ موعد مع العيادة النفسية، فالمرض النفسي ليس عيبا، وليس شيئا نخجل منه، وإنما هو مرض كبقية الأمراض.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2405159 - 2323709 - 2322784).

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات